الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ١١
قلت: وهذا نداء ودعاء للأموات صريح من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعليم للأمة فليس ذلك عبادة لهم، وليس لأحد أن يقول هنا (الدعاء هو العبادة) كما أنه ليس لأحد أن يقول: وجب تغيير نداء النبي في الصلاة بعد وفاته بإبدال (السلام عليك أيها النبي) بلفظة (السلام على النبي)، فتنبه، ولها جواب في كتاب (القول المقنع) لشيخنا المحدث الغماري حفظه الله تعالى، وأظن أن هذه الأدلة يعضد بعضها بعضا وهي كافية في إثبات السمع للأموات، وإنما أوردتها وأوردت قبلها الدليل على حياة النبي في قبره، وأثبت أثناء ذلك أن النداء ليس عبادة إلا إن كان دعاء لمن اعتقدنا فيه صفات الربوبية، وهذا هو الصواب الذي تثبته أدلة النقل الشرعية والعقل المنطقية، وقد فصلته في (التنديد بمن عدد التوحيد) وقد أوردت كل ما تقدم ليكون مقدمة لأدلة الاستغاثة بالأنبياء الموصوفين بأنهم أحياء في قبورهم يسمعون وتعرض عليهم أعمال أممهم، ومن أثبت التوسل والاستغاثة بذات الأنبياء والصالحين حال حياتهم فقط أثبت لهم تأثيرا، كما أنه جردهم من منزلتهم بعد موتهم وهنا يكمن الخطر الجسيم.
وإني أذكر حديث عرض الأعمال فيما يلي بين يدي أدلة الاستغاثة فأقول:
(فصل:): في تحقيق: حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تعرض علي أعمالكم...
روي بالإسناد الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
(حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم).
قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 24) رجاله رجال الصحيح ا ه‍ قلت: وسأفصل ذلك إن شاء الله تعالى بعد قليل - أعني صحة إسناده والرد على من يحاول أن يوهم أن الحديث ضعيف.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»