الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٣
الأولى: جواز نداء الأموات وقد فعله النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، كما تقدم في الأحاديث والآثار مع أقوال العلماء التي قدمتها وثبت في نداء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأصحاب قليب بدر كما هو ثابت في الصحيحين، فإذا ثبت أن ذلك جائز انتقلنا إلى النقطة:
الثانية: وهي: هل يجوز طلب شئ من النبي بعد وفاته أو أحد من صالحي أمته؟ ونحن نقول بأن من اعتقد أن المدعو وهو من استغثنا به سواء كان حيا أو ميتا في الدنيا والآخرة له صفة من صفات الربوبية كفر لا محالة وهذا مقرر مشهورة في علم التوحيد.
ومن طلب من النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يستغفر له بعد مماته لم يعتقد أنه رب محي مميت خالق رازق حقيقة، والنبي لا يعلم أمته ما يؤدي إلى الكفر والشرك، وقد علم الأعمى أن يقول في دعائه: " يا محمد إني أتوجه بك إلى الله في حاجتي ". والمستغيث يقول كذلك، وأما قول من قال: إن ذلك ذريعة إلى الشرك والأفضل تركه.
فنقول له: ليس كذلك، لأن النبي لا يعلم الأمة ما يؤدي للشرك، وفي ذلك تعطيل العمل بالأحاديث الصحيحة بحجة أنها ذريعة للشرك وهو كلام خطير جدا. والأئمة من المحدثين والفقهاء ما يزالون يذكرون في أبواب صلاة الحاجة حديث الأعمى حاثين الأمة أن تقول في ذاك الدعاء: يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله في حاجتي....
فليس في ذلك ما يتعلق في العقيدة ولا في التوحيد البتة، إلا عند من يقول أن هناك توحيدان: توحيد ألوهية وتوحيد ربوبية وأنه من وحد توحيد ربوبية ولم يوحد توحيد ألوهية فهو كافر. وهذه مسألة اخترعها ابن تيمية ليكفر بها عباد الله تعالى وتبعه عليها محمد ابن عبد الوهاب، ونصوص الكتاب والسنة تنقض ذلك نقضا مبرما كما أوضحت ذلك مفصلا في رسالة (التنديد بمن عدد التوحيد) وأجبت عن جميع الآيات التي توهم منها بعض الناس أنها تدل على ذلك كقوله سبحانه (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « تعريف الكتاب 1 1 2 3 4 5 6 8 9 10 11 ... » »»