شرح اللمعة - الشهيد الثاني - ج ٥ - الصفحة ١٦٦
وكانت هذه القبائل أفصح العرب، فافتخر صلى الله عليه وآله بالرضاع كما افتخر بالنسب، وقال (1) أمير المؤمنين عليه السلام: " انظروا من يرضع أولادكم فإن الولد يشب (2) عليه "، وقال الباقر عليه السلام (3) " عليكم بالوضاء من الظؤرة فإن اللبن يعدي (4) "، وقال عليه السلام لمحمد بن مروان: " استرضع لولدك بلبن الحسان، وإياك والقباح فإن اللبن قد يعدي (5) ".
(ويجوز استرضاع الذمية عند الضرورة) من غير كراهة، يكره بدونها ويظهر من العبارة كعبارة كثير التحريم.
____________________
(1) الوسائل كتاب النكاح أحكام الأولاد باب 78 الحديث 1.
(2) بصيغة المجهول من شب يشب وزان مد يمد أصله شبب.
أدغمت الباء الأولى في الثانية. وهو بمعنى النمو أي الولد ينمو ويترعرع على الحليب.
فإن الطفل إذا رضع من مرضعة شريفة أصيلة ذات بيئة رفيعة ترعرع على تلك الصفات الحسنة الممدوحة (الخلقية والخلقية). وكان الناس في راحة منه، ويعيش سعيدا، ويموت سعيدا.
وإن رضع من مرضعة دنية رذيلة من دون أن تنسب إلى بيت رفيع نشأ الطفل على تلك الصفات الرذيلة المذمومة، وكان الناس منه في أذى يترقبون موته، والخلاص منه.
(3) الوسائل كتاب النكاح باب 79 من أبواب أحكام الأولاد الحديث 2 (4) أي يورث تعدي الخواص الموجودة في المرضعة إلى المرتضع.
(5) نفس المصدر الحديث 1.
والحسان بالكسر جمع الحسنة. والمراد بهن ذوات الوجوه الجميلة.
كما وأن القباح جمع القبيحة وهن ذوات الوجوه الكريهة.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست