بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١٦٢
زال عنه اسم العقيقة، سمي شعره عقيقة إذ لم ينقل أنه حلق في صباه، ويروى عقيصته، وهي الشعر المعقوص، وهو نحو من المضفور (1) والوفرة إلى شحمة الأذن، والجمة إلى المنكب، واللمة التي المت بالمنكب.
وقال الكازروني في المنتقى: العقيصة: هي الشعر المجموع المضفور، كأنه يريد إن انفرق شعره بعد ما جمعه وعقصه فرق شعره وتركه كل شئ منه في منبته، وإلا يبقى معقوصا، كان موضعه الذي يجمعه فيه حذاء اذنيه ويرسله هناك، وقال بعض علمائنا: هذا في أول الاسلام يفعله كفعل أهل الكتاب، ثم فرق بعد، وهذا الفرق هو الذي يعد في الخصال العشر من الفطرة، وروى بعضهم عقيقته وهو تصحيف انتهى (2).
وقال الزمخشري: العقيقة: الشعر الذي يولد به، وكان تركها عندهم عيبا ولوما، وبنو هاشم أكرم، ومحمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله أكرم عليهم من أن يتركوه غير معقوق عنه، ولكن هندا (3) سمي شعره عقيقة لأنه منها، ونباته من أصولها، كما سمت العرب أشياء كثيرة بأسامي ما هي منه، ومن سببه، وانفرق مطاوع فرق، أي كان لا ينفرق شعره إلا أن ينفرق هو، وكان هذا في صدر الاسلام، ويروى أنه إذا كان أمر لم يؤمر فيه بشئ يفعله المشركون وأهل الكتاب أخذ فيه بفعل أهل الكتاب، فسدل ناصيته ما شاء الله، ثم فرق بعد ذلك وفرة. قوله: وفرة، أي أعفاه عن الفرق، يعني أن شعره إذا ترك فرقه لم يجاوز شحمة اذنيه، وإذا فرقه تجاوزها انتهى.
وقال الجزري: الأزهر: الأبيض المستنير، وقال: الزجج: تقويس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداده، وقال: القرن بالتحريك: التقاء الحاجبين، وهذا خلاف ما روت أم معبد في صفته صلى الله عليه وآله: " أزج أقرن " أي مقرون الحاجبين، والأول الصحيح في صفته، وسوابغ، حال من المجرر وهو الحواجب، أي أنها رقت في حال سبوغها، ووضع الحواجب موضع الحاجبين، لان التثنية جمع، وقال في قوله: يدره الغضب: أي يمتلي دما إذا غضب،

(1) ضفر الشعر: نسج بعضه على بعض عرضا.
(2) المنتقى في مولود المصطفى: الفصل الرابع في جامع أوصافه.
(3) أي هند ابن أبي هالة الراوي للحديث.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402