بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٥
إبراهيم عليه السلام الدار فاستقبله خارجا من الدار، وكان إبراهيم عليه السلام رجلا غيورا وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه، فخرج ذات يوم في حاجة وأغلق بابه ثم رجع ففتح بابه فإذا هو برجل قائم كأحسن ما يكون من الرجال فأخذته الغيرة وقال له:
يا عبد الله ما أدخلك داري؟ فقال: ربها أدخلنيها، فقال إبراهيم: ربها أحق بها مني، فمن أنت؟ قال: أنا ملك الموت، قال: ففزع إبراهيم عليه السلام وقال: جئتني لتسلبني روحي؟ فقال:
لا ولكن اتخذ الله عز وجل عبدا خليلا فجئت ببشارته، فقال إبراهيم: فمن هذا العبد لعلي أخدمه حتى أموت؟ قال: أنت هو، قال: فدخل على سارة فقال: إن الله اتخذني خليلا. (1) بيان: يحتمل أن يكون قوله: " يقطر رأسه ماء ودهنا " كناية عن حسنه وطراوته وصفائه، قال الجوهري: قال رؤبة: (2) كغصن بان عوده سرعرع * كأن وردا من دهان يمرع (3) أي يكثر دهنه يقول: كأن لونه يعلى بالدهن لصفائه، وقال: قوم مدهنون - بتشديد الهاء - عليهم آثار النعم.
12 - علل الشرائع: ابن الوليد، عن محمد العطار، عن ابن أبان، عن ابن أورمة، عن عبد الله ابن محمد، عن داود بن أبي يزيد، عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما جاء المرسلون إلى إبراهيم جاءهم بالعجل فقال: كلوا، فقالوا: لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه فقال: إذا أكلتم فقولوا: بسم الله، وإذا فرغتم فقولوا: الحمد لله، قال فالتفت جبرئيل إلى أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل رئيسهم فقال: حق لله أن يتخذ هذا خليلا، قال أبو عبد الله عليه السلام: لما القي إبراهيم عليه السلام في النار تلقاه جبرئيل في الهواء وهو يهوي فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا. (4) 13 - تفسير علي بن إبراهيم: أبي، عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر بن محمد عليه السلام إن إبراهيم عليه السلام هو أول من حول له الرمل دقيقا، وذلك أنه قصد صديقا له بمصر في قرض طعام

(1) علل الشرائع: 23. م (2) بضم الراء فالسكون هو رؤبة بن العجاج بن رؤبة التميمي مادح الأمويين والعباسيين، أخذ عنه أهل اللغة واحتجوا بشعره توفى 145.
(3) سرع بالفتح والكسر وسرعرع: كل قضيب رطب.
(4) علل الشرائع: 23 - 24. م
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... تعريف الكتاب 2 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 ... » »»
الفهرست