بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٧
تقربا إليها وتبركا بها " فراغ عليهم ضربا باليمين " أي فمال على الأصنام يكسرها و يضربها باليد اليمنى لأنها أقوى; وقيل: المراد باليمين القوة، وقيل: أي بالقسم الذي سبق منه بقوله " تالله لأكيدن ".
" يزفون " أي يسرعون، فإنهم أخبروا بصنيع إبراهيم بأصنامهم فقصدوه مسرعين وحملوه إلى بيت أصنامهم وقالوا له: " أنت فعلت هذا بآلهتنا " فأجابهم بقوله: أتعبدون ما تنحتون " استفهاما على الانكار والتوبيخ " والله خلقكم وما تعملون " أي وخلق ما عملتم من الأصنام " قالوا ابنوا له بنيانا " قال ابن عباس: بنوا حائطا من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا، وملؤوه نارا وطرحوه فيها " فألقوه في الجحيم " قال الفراء: كل نار بعضها فوق بعض فهي جحيم; وقيل: إن الجحيم النار العظيمة " فجعلناهم الأسفلين " بأن أهلكناهم ونجينا إبراهيم وسلمناه ورددنا كيدهم عنه " إني ذاهب إلى ربي " أي إلى حيث أمرني أو إلى مرضات ربي بعملي ونيتي " سيهدين " أي يهديني ربي فيما بعد إلى طريق المكان الذي أمرني بالمصير إليه; أو إلى الجنة بطاعتي إياه. (1) " وجعلها كلمة باقية " أي جعل كلمة التوحيد باقية في ذريته فلم يزل فيهم من يقولها; وقيل الكلمة هي براءة إبراهيم من الشرك; وقيل: هي الإمامة إلى يوم القيامة، عن أبي عبد الله عليه السلام " لعلهم يرجعون " عما هم عليه بالاقتداء بأبيهم إبراهيم عليه السلام. (2) " أسوة حسنة " أي اقتداء حسن " كفرنا بكم " أي جحدنا دينكم وأنكرنا معبود كم " إلا قول إبراهيم " أي اقتدوا بإبراهيم في كل أموره إلا في هذا القول فلا تقتدوا به فيه فإنه عليه السلام إنما استغفر لأبيه عن موعدة وعدها إياه بالايمان فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه; قال الحسن: وإنما تبين له ذلك عند موت أبيه; وقيل: كان آذر ينافق إبراهيم ويريه أنه مسلم ويعده إظهار الاسلام ليستغفر له " وما أملك لك من الله من شئ " إن أراد عقابك " ربنا عليك توكلنا " أي وكانوا يقولون ذلك " وإليك أنبنا " أي إلى طاعتك

(1) مجمع البيان 8: 449 - 451. م (2) " " 9: 45 وفيه: بأبيهم إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى كما اقتدى الكفار بآبائهم. م
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست