بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢١
شيئا ولا ينفعك ولا يضرك " صراطا سويا " أي طريقا مستقيما " عصيا " أي عاصيا " أن يمسك " أي يصيبك " فتكون للشيطان وليا " أي موكولا إليه وهو لا يغني عنك شيئا; وقيل: أي لاحقا بالشيطان في اللعن والخذلان " أراغب " أي معرض " أنت عن " عبادة " آلهتي لأرجمنك " بالحجارة; وقيل: لأرمينك بالذنب والعيب وأشتمنك; وقيل:
لأقتلنك " واهجرني مليا " أي فارقني دهرا طويلا; وقيل: مليا سويا سليما من عقوبتي " قال سلام عليك " سلام توديع وهجر على ألطف الوجوه; وقيل: سلام إكرام وبر تأدية لحق الأبوة.
" سأستغفر لك ربي " فيه أقوال: أحدها: أنه إنما وعده بالاستغفار على مقتضى العقل، ولم يكن قد استقر بعد قبح الاستغفار للمشركين. وثانيها: أنه قال: سأستغفر لك على ما يصح ويجوز من تركك عبادة الأوثان، وثالثها: أن معناه: سأدعو الله أن لا يعذبك في الدنيا.
" إنه كان بي حفيا " أي بارا لطيفا رحيما " واعتزلكم وما تدعون من دون الله " أي أتنحى منكم جانبا وأعتزل عبادة الأصنام " وأدعو ربي " أي وأعبده " عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا " كما شقيتم بدعاء الأصنام، وإنما ذكر عسى على وجه الخضوع; وقيل: معناه: لعله يقبل طاعتي ولا أشقى بالرد، فإن المؤمن بين الرجاء و الخوف. (1) " رشده " أي الحجج التي توصله إلى الرشد بمعرفة الله وتوحيده، أو هداه أي هديناه صغيرا; وقيل: هو النبوة " من قبل " أي من قبل موسى أو محمد، أو من قبل بلوغه " وكنا به عالمين " أنه أهل لذلك " إذ قال لأبيه وقومه " حين رآهم يعبدون الأصنام " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون " أي ما هذه الصور التي أنتم مقيمون على عبادتها، والتمثال اسم للشئ المصنوع مشبها بخلق من خلق الله; قيل: إنهم جعلوها أمثلة لعلمائهم الذين انقرضوا; وقيل: للأجسام العلوية " قالوا وجدنا " اعترفوا بالتقليد إذ لم يجدوا حجة لعبادتهم إياها " في ضلال مبين " في ذهاب عن الحق ظاهر " قالوا أجئتنا بالحق " أي

(1) مجمع البيان 6: 516 - 517. م
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست