الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣١٧
يبيع داره فقال يا هذا جرى مجرى آل فرعون فان يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم فتبين صدقه فجئناه وأخبرناه ان صاحب الدار قد تبرم وقال كم ترددون وما أريد البيع فقال لنا ارجعوا إليه فقال بعت الدار واسترحت منكم فعدنا إليه (عليه السلام) فقال قد كذب ما باعها ولا بد من بيعها وابنيها واسكنها ويولد لي غلاما اسميه حسنا وارى منه ما أحب قال زيد، فلم نزل نتردد حتى باعنا الدار واشتراها أبو الحسن وسكنها وكان فيها مولد أبي محمد الحسن الإمام (عليه السلام) والتحية.
وعنه عن محمد بن إبراهيم الكوفي، قال حدثني أحمد بن الخصيب بسامرا وقد سألته عن لعن أبي الحسن (عليه السلام) لفارس بن حاتم ابن ماهويه وكان السبب فيه ان المتوكل بعث في يوم دجن والسحاب يلقي رذاذا وكان في وقت الربيع من الزمان وقد امر المتوكل فزخرفت داره واظهر فيها من الجوهر وألوان الطيب وأفضل مما كان يظهر واظهر القينات والمغنين في ألوان التزيين ووقفوا صفوفا والملاهي على صدورهم وجلس على السرير ولبس البردة وجعل التاج على رأسه وانفذ رسلا إلى أبي الحسن (عليه السلام) ودخل معه فارس بن ماهويه وفي يد المتوكل كأس مملوء خمرا فلما انتهى أبو الحسن إلى داره في المدينة فعلى له رتبة وتطاول إليه ودعا بسفرة فجعلت مع جانبه واقبل عليه وقال يا ابن العم ما ترى إلى هذه الدنيا وحسن هذا اليوم واستشعارنا فيه والسرور بك فقال لله وهو غير باش به وقال إن سروري اتاني بما أطعتني فيه رفعت منزلتك وأطعتك فيما تحب وافضلت على أهل بيتك ومواليك وكنت لك كنفسك وان خالفتني فيه حملتني على قطع الرحم بيني وبينك ومعصية الله فيك وقصد أهلك ومواليك بما لا تحبه فاختر أي الحالتين شئت وأرجو ان لا تخالفني ثم خلف له بغليظ الايمان المؤكدة لينفي له ما سمعه منه فقال أبو الحسن (عليه السلام) هذه تباشر خير سنة شر لا خير فيه فقال الله الكافي فقال المتوكل: للمغنين غنوا
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست