الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٢١
حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) فقتل في خمسة عشر سنة ثم أمر المتوكا، الجعفري وما امر به بني هاشم وغيرهم الانباء ما تحدث به وجه إلى أبي الحسن بثلاثين ألف درهم وأمره يستعين بها على بناء داره فركب المتوكل يطوف على الأبنية فنظر إلى دار أبي الحسن لم ترتفع الا قليلا فقال لعبد الله ابن خاقان علي يمينا ان ركبت ولم ترتفع دار أبي الحسن لأضربن عنقه فقال له عبد الله يا أمير المؤمنين أسعى له في إضافة وامر له بعشرين ألف درهم فوجهها إليه مع ابنه احمد إلى أبيه عبد الله فعرفه ذلك فقال عبد الله فليس والله يركب فلما كان يوم الفطر من السنة التي امر بني هاشم بالترجل والمشي بين يديه وإنما أراد بذلك أبا الحسن فرجل بني هاشم وترجل أبو الحسن (عليه السلام) فاتى على رجل من مواليه فاقبل عليه الهاشميون فقالوا: يا سيدنا ما في العالم يدعوا الله فيكفينا مؤونته فقال أبو الحسن: ما في هذا العالم قلامة ظفر أكرم على الله من خناقة ثمود لما عقرت وضج الفصيل إلى الله فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب فقتل المتوكل في الثلاثة أيام وروي انه أجهدهم في المشي ثم إنه قد قطع الرحم فقطع الله اجله ومضى المتوكل في ربع يوم من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين في سبعة وعشرين من امامة أبي الحسن وتولى الله محمد بن جعفر المنتصر فكان من حديثه مع أبي الحسن ومع جعفر بن محمد ما رواه الناس وكان ملكه ستة اشهر وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين وتولى احمد ابن المستعين إمامته فكانت أيامه أربع سنين وشهر ثم خلع وقبض المعتز وهو الزبير في سنة اثنين وخمسين ومائتين وذلك في سنة من امامة أبي الحسن (عليه السلام) واعتل أبو الحسن في سنة أربع وخمسين واحضر ابنه أبا محمد الحسن (عليه السلام) وسلم إليه النور والحكمة ومواريث الأنبياء والأوصياء ومضى في تلك العلة ونبوته أربعون سنة وكان مولده في شهر رجب سنة أربع عشرة ومائتين من الهجرة وأقام مع أبيه ست سنين ومنفردا
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 327 ... » »»
الفهرست