الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٠٥
جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد علم ما علمه المسيح وسائر النبيين وليس لنا حكم والحكم والامر لك فان تستكفي شره فإنه يكفيك فقال ويحك يا ابن العم فمن يركب إلي الليلة في خدمة بالساعة الثامنة من الليل وقد وصل الشرب والطرب إلى ذلك الوقت واظهره بشوقه إلى أم الفضل فيركب ويدخل إلي ويقصد إلى ابنته أم الفضل وقد وعدها انها تبات في الحجرة الفلانية في بعد مرقدي بحجرة نومي فإذا دخل داري عدل إليها وعهد الخدم ليدخلون إلى مرقدي فيقولون ان مولانا المأمون منا ويشهروا سيوفهم ويحلفوا انه لا بد نقتله فأين يهرب منا ويظرون إلي ويكون هذا الكلام اشعارهم فيضعون سيوفهم على مرقدي ويفعلون كفعل غيلانه في أبي فلا يضرني ذلك ولا تصل أيديهم إلي ويخيل لهم انه فعل حق وهو باطل ويخرجون مخضبين الثياب قاطرة سيوفهم دما كذبا ويدخلون على المأمون وهو عند ابنته في داري فيقول ما وراءكم فيروه أسيافهم تقطر دما وثيابهم وأيديهم مضرجة بالدم فتقول أم الفضل أين قتلتموه فيقولون لها في مرقده فتقول لهم ما علامة مرقده فيصفون لها فتقول اي والله هو فتقدم إلى رأس أبيها فتقبله وتقول: الحمد لله الذي أراحك من هذا الساحر الكذاب فيقول لها: يا ابنة لا تعجلي فقد كان لأبيه علي بن موسى هذا الفعل فأمرت تفتح الأبواب وقعدت للتعزية ولقد قتله قتله خدمي أشد من هذه القتلة ثم ثاب إلى عقلي فبعثت ثقة خدمي صبيح الديلمي السبب في قتله فعاد إلي وقال: انه في محرابه يسبح الله فتغلق الأبواب ثم تظهر انها كانت غشية وفاقت الساعة فاصبري يا بنية لا تكون هذه القتلة مثل تلك القتلة فقالت يا أبي هذا يكون قال: نعم، فإذا رجعت إلى داري وراق الصبح فابعثي استأذني عليه فان وجدتيه حيا فادخلي عليه وقولي له: ان أمير المؤمنين شغب عليه خدمه وأرادوا قتله فهرب منهم إلى أن سكنوا فرجع وان وجدتيه مقتولا فلا تحدثي أحدا حتى أجيئك وينصرف إلى داره ترتقب ابنته الصبح فإذا اعترض تبعث إلي خادما فيجدني في الصلاة قائما فيرجع إليها بالخبر فتجئ وتدخل علي وتفعل ما قال أبوها وتقول ما منعني ان أجيئك
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست