شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٤١
* الأصل 20 - أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن سعيد بن يسار، عن منصور بن يونس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في حكمة آل داود على العاقل أن يكون عارفا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه.
* الشرح قوله: (على العاقل أن يكون عارفا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه) على العاقل أن يعرف حال أهل زمانه من الخير والشر والصلاح والفساد والحق والباطل ويميز بينهم ليصفو له معنى الصحبة، والعشرة ويبدوا له محل الفرقة والعزلة ويتمكن من اجراء السياسة المدنية على القوانين النبوية، ويحب لله ويبغض في الله ويراعى الحزم والتقية في موضعها وإن يقبل على شأنه فيصلح حاله ظاهرا وباطنا بالسياسة البدنية ليتمكن من العروج في المعارج الروحانية وان يحفظ لسانه عن اللغو والمزخرفات الشيطانية قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «إذا تم العقل نقص الكلام» (1)

1 - قوله (عليه السلام) «إذا تم العقل نقص الكلام» إن للانسان قوة تسمى بالمتخيلة أو المتصرفة أو المتفكرة أو المتذكرة باعتبارات مختلفة وهي عند الحكماء قوة جسمانية يعنون ان النفس يحتاج في استخدامها إلى آلة جسمانية هي الروح المصبوب في التجويف الأوسط من تجاويف الدماغ وعملها التركيب والتفصيل في مخزونات الذهن أي في القوة الحافظة وممن يستعمل القوة المتخيلة كثيرا الشعراء إذ يتفحصون عن كل شيء وما يناسبه ويشابهه ويتتبعون صفاته ومحاسنه ومقابحه وعما يؤثر في نفوس السامعين من الشوق والنفرة وأمثال ذلك وهذا البحث البالغ عن مكنونات الخواطر لقوت من قوى الانسان يختلف فيها أفراد البشر ضعفا وشدة. ويستعملها أيضا المخترعون والمهندسون بجمع الاشكال وتفريقها ويستعملها العلماء والحكماء عند الاستدلال والتفكر في تهيئة المقدمات وتركيبها واستنباط المجهولات من المعلومات بتفحص ما في حافظتهم ليجدوا ما ينفع في مقصودهم ويستعملها الناس جميعا لتذكر ما غاب عن ذهنهم بتتبع ما ارتكز في خاطرهم حتى يتذكروا ما لم ينسوه وقد يتسلسل بسببها مكنوناتهم باختيارهم أو بغير اختيارهم خدمة لقوتهم المسماة بالواهمة وقد أشرنا إلى الواهمة. وعلى كل حال المتخيلة قوة جسمانية إذ يعرض بكثرة أعمالها الكلال والاعياء بل العجز وهذه من صفات الأجسام بخلاف العقل فإن لا يكل بتكثر المعقولات ولا يعجز عن حملها والعقل إذا تم وكمل منع بقاهريته جميع القوى عن الاسترسال فيما لا يفيده وأجبرها على خدمته فلا مجال لمتخيلة العقل إلا في التفكر الصحيح ولذلك قد تسمى متفكرة ولا يبقى لها فرصة لتركيب المفاهيم والمعاني واحضار مكنونات الخواطر مما لا يفيد فائدة أو يفيد ولو صرف النظر عن هذه النقيصة والعيب فالكلام بنفسه دليل على العقل وأن صاحبه مدرك للكليات الالفاظ غالبا كليات ولذلك سمى ادراك الكليات نطقا ولا يتكلم الحيوان إذ لا يدرك الكلى بل إنما يتأثر حاسته من الموجودات الخارجية فقط ومن الله تعالى على الإنسان بتعليم البيان فمقصود الإمام (عليه السلام) نقص الكلام وفي الفضول وما يعني ولا ينفع أو يضر، وخلق الكلام ليكون معينا للعقل لا ليمنعه عن وظائفه. (ش)
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428