شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٣٩
بالفتح والكسر قطع الزرع والحصائد جمع الحصيد وهي ما يحصد من الزرع شبه اللسان وما يقطع به من الأقوال الباطلة بحد المنجل وما يقطع به من النبات.
* الأصل 15 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه.
* الشرح قوله: (من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه) لعل ذلك لأن اللسان له تصرف في كل موجود وموهوم ومعدوم وله يد في العقليات والخياليات والمسموعات والمشمومات والمبصرات والمذوقات والملموسات، فمن حسب أن الكلام ليس من عمله المترتب عليه الثواب والعقاب لم يبال بالكلام في أباطيل هذه الامور وأكاذيبها، فيجتمع عليه من كل وجه خطيئة فتكثر خطاياه. وأما غير اللسان فخطاياه قليلة فإذن خطيئة السمع ليست إلا المسموعات، وخطيئة البصر ليس إلا المبصرات وقس عليهما سائر الجوارح ويقرب منه قول أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله وسلم) «من كثر كلامه كثر خطاؤه، ومن كثر خطاؤ قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار» وهذا من با القياس المفصول النتايج ينتج من كثر كلامه دخل النار، وروى في هذا المعنى من طريق العامة أيضا «من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه فالنار أولى به» ولعل المراد بحضور العذاب حضور أسبابه أو حضور نفسه لأن حضور أسباب الشيء دليل على حضور ذلك الشيء، وقد صرح بعض أصحابنا بأن عذاب المستحق له واقع بالفعل وإن جهنم لمحيطة به وأنه داخل فيها ولكن الحجاب مانع من رؤيتها الحكمة تقتضيه.
* الأصل 16 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئا من الجوارح فيقول: أي رب عذبني بعذاب لم تعذب به شيئا، فيقال له: خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسفك بها الدم الحرام وانتهب بها المال الحرام وانتهك بها الفرح الحرام، وعزتي [وجلالي] لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئا من جوارحك.
* الشرح قوله: (فيقول أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا) من الجوارح أي فيقول اللسان ذلك
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428