شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٣٦
«أمسك لسانك، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك، ثم قال: ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه».
* الشرح قوله: (أمسك لسانك فإنها صدقة) الضمير راجع إلى الإمساك والتأنيث باعتبار الخير وتشبيه الإمساك بالصدقة باعتبار أنه ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة ويدفع عنه البلايا ويوجب قربه من الحق كالصدق (ثم قال ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه) أشار بذلك إلى إن الإيمان لا يتم إلا بإستقامة اللسان على الحق وخزنه عن الباطل مثل الغيبة والنميمة والقذف والشتم والكذب والزور ونحوها من الأمور المضرة وذلك لأن الإيمان عبارة عن التصديق بالله ورسوله والاعتقاد بحقية ما وردت بالشريعة من المأمورات والمنهيات وغيرها وهو يستلزم استقامة اللسان وهي إقراره بالشهادتين ولوازمها وإمساكه عما لا ينبغي. ومن البين إن الملزوم لا يستقيم بدون استقامة اللازم، وقد أشار إليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» وأيضا كل ما يتناوله اللسان من الأباطيل والأكاذيب تدخل مفهوماتها في القلوب وهو ينافي دخول حقيقة الإيمان فيه فلا يعرف حقيقته.
* الأصل 8 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
(ألم إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) قال يعني كفوا ألسنتكم.
* الشرح قوله: (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم قال يعني كفوا ألسنتكم) ظاهره أن المراد بالأيدي الألسنة للتشابه بينهما في القوة أو في كونهما آلة مجادلة ويحتمل أن يكون كف الأيدي مجازا مرسلا في كف الألسنة لأن كف الألسنة سبب لكف الأيدي من الضرب والقتل ونحوهما.
* الأصل 9 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحلبي، رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
نجاة المؤمن [في] حفظ لسانه.
* الشرح قوله: (نجاة المؤمن حفظ لسانه) أي نجاته في الدنيا والآخرة لأن في كثرة الكلام وإفشاء ما ينبغي اخفاؤه وبال الدنيا ونكال الآخرة.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428