شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٤٥
* الشرح قوله: (مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش) لعل الوجه أن الإيمان عبارة عن توجه القلب إلى الله تعالى وترك التعرض لم عداه فإذا تحقق الأول تحقق نصف الإيمان وإذا تحقق الثاني بالمداراة تحقق نصفه الآخر إذ لولا المداراة لاشتغل القلب بوجوه مجادلتهم ومناقشتهم وأيضا الإيمان هو العقد والعمل، والعمل يتم بالمدارة والعيش يتحقق بوجود أسبابه ورفع موانعه ورفع الموانع يتحقق بالرفق ولين الجانب ورفض العنف إذ لو لا الرفق لتحقق موانع العيش من وجوه متكثرة وفسد نظامه فالرفق نصفه.
قوله: (لا ينجو من ذوي الدين إلا من ظنوا أنة أبله) لكون رسومه وعاداته خلاف رسومهم وعاداتهم من العنف والخشونة والمكر والغدر لزجر نفسه بالآداب الشرعية والأخلاق العقلية فظنوا أ نه أبله لا عقل له ولا يفهم شيئا ومن عقله دينه أيضا أنه صبر نفسه إن يقال له أبله لا عقل له ولا يزعجه هذا القول عن شيمته ولا يخرجه عن سجيته، وصبر أما مجرد أو مزيد بالتثقيل، قال في المصباح صبر صبرا من باب ضرب حبست النفس عن الجزع وصبرت زيدا يستعمل لازما ومتعديا وصبرته بالتثقيل حملته على الصبر بوعد الأجر أو قلت له اصبر به.
* الأصل 6 - علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، ذكره، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قوما من الناس قلت مداراتهم للناس فأنفوا من قريش وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس وإن قوما من غير قريش حسنت مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع، قال: ثم قال: من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة ويكفون عنه أيدي كثيرة.
* الشرح قوله: (إن قوما من الناس قلت مداراتهم للناس فالقوا (1) ولعل المراد بالناس قريش ويحتمل الأعم ثم أشار مؤكدا بالقسم إلى أن ذلك الالقاء باعتبار فوات حسب أنفسهم ومآثرها إلا باعتبار فوات حسب آبائهم ومآثر أسلافهم بقوله (وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس) الحسب بفتحتين ما يعده من مآثره ومآثر آبائه والمراد به هنا مآثر الأباء وفيه تنبيه على أن المعتبر في شرف كل رجل إنما هو مآثر نفسه، ومن ثم قال الحكماء من فاته مآثر نفسه لم ينتفع بمآثر أبيه، وأيمن اسم استعمل في القسم والتزم رفعه كما التزم رفع لعمر والله وهمزته عند

1 - كذا ولعل الصحيح فنفوا.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428