شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٣٥
ابن الأعرابي عن سفينة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: خرجت غازيا فكسر بي المركب فغرق مع ما فيه وأفلت وما علي إلا خرقة إلى آخر ما نقله، والقصة طويلة وحاصله أنه ضل الطريق فهداه الأسد وأوصله إليه. وفي شرح السنة: سفينة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخطأ الجيش بأرض الروم وأسر فانطلق هاربا يطلب الجيش فإذا هو بأسد فقال. يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله وكان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد حتى قام إلى جنبه كلما سمع صوتا أهوى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبه حتى أبلغه الجيش ثم رجع. وقال المازري: اسم سفينة قيس، وقيل: نجران، وقيل: رومان، وقيل: مهران، وكنيته المشهورة أبو عبد الرحمن وسبب تسميته بسفينة أنه حمل متاعا كثيرا لرفقائه في الغزو فقال (صلى الله عليه وآله): أنت سفينة.
* الأصل:
9 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي، عن يونس، عن مصقلة الطحان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لما قتل الحسين (عليه السلام) أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم حتى جفت دموعهن وذهبت فبينا هي كذلك إذا رأت جارية من جواريها تبكي ودموعها تسيل فدعتها فقالت لها: مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟
قال: إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق، قال: فأمرت بالطعام والأسوقة. فأكلت وشربت وأطعمت وسقت وقالت: إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين (عليه السلام) قال: وأهدى إلى الكلبية جونا لتستعين بها على مأتم الحسين (عليه السلام) فلما رأت الجون قالت: ما هذه؟ قالوا: هدية أهداها فلان لتستعيني على مأتم الحسين (عليه السلام) فقالت: لسنا في عرس، فما نصنع بها ثم أمرت بهن فأخرجن من الدار فلما أخرجن من الدار لم يحس لها حس كأنما طرن بين السماء والأرض ولم ير لهن بها بعد خروجهن من الدار أثر.
* الشرح:
قوله (أقامت امرأته الكلبية) قيل هي بنت امرء القيس الكلبي ام سكينة بنت الحسين (عليه السلام)، وبنو كلب حي من قضاعة.
قوله (وأهدى إلى الكلبية جونا) أي أهدى رجل ولو قرىء على البناء للمفعول لم يظهر وجه لنصب جونا والجون كصرد جمع الجوني وهو ضرب من القطا (1).

(1) قوله «ضرب من القطا» هو الصحيح المتعين في معنى الخبر لا يحتمل غيره والعجب أن العلامة المجلسي (رضي الله عنه) ذكر وجوها آخرها أن الجون كن نساء من الجن أو كن من الأرواح الماضيات فتجسدن، ثم قال:
بالجملة الخبر لا يخلو من تشويش واضطراب والحق أنه لا تشويش ولا اضطراب فيه والمعنى كما قاله الشارح من الجون طيور يقال لها بالفارسية اسفرود ومعروفة بباقرقره اهديت إلى الكلبية لتجعلها طعاما وتتقوى بها في مأتم الحسين (عليه السلام) فقالت: إطعام الطيور في المأتم غير مناسب وإنما يناسب الأغذية اللذيذة في الأعراس فأمرت فاخرجت الطيور من الدار فطرن وفقدن ولم ير لهن أثر. (ش).
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417