شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٩٣
وتجديد له على الله، لعله أن يعجله جل وعز ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه.
* الشرح:
قوله (وإن يصبروا ويصابروا ويرابطوا) الصبر أصله الحبس يقال صبرت نفسي على كذا أي حبستها والربط أصله الشد، يقال: ربط الدابة أي شده والمرابطة: الإقامة على جهاد العدو بالحرب وارتباط الخيل وأعدادها في الثغور وقد يطلق على ربط النفس على الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة، ولعل المقصود أنه تعالى أخذ عليهم أن يصبروا على الدين ومشاق تكاليفه وسائر ما ينزل عليهم من النوائب والمصائب وأن يصابروا أعداءهم في الجهاد ويغالبوهم في الصبر على شدائد الحروب أو يحمل بعضهم بعضا على الصبر في الشدائد وأن يرابطوا أي يقيموا على جهادهم أو على الثغور بأنفسهم وخيولهم أو على الطاعات مطلقا.
قوله (والأرض التي يبدلها الله من السلام) عطف على أن يسلم لا على أن يريحهم لأنه عطف على ينزل أو يسلم ولا يصح تقدير «أن» هنا ولا على البيت المعمور للزوم الفصل بالأجنبي بين المعطوف والمعطوف عليه ولبعد تعلق الإنزال بها في الجملة ولا على الأرض المباركة وإن صح بحسب المعنى للزوم الفصل بالأجنبي، والظاهر أن من السلام بيان للأرض وأن المراد بها دار السلام وهي الجنة وحمل من على التعليل للتبديل وحمل الأرض على أرض الدنيا أن يبدلها الله من أجل السلام، وبسببه يعني يجعلها سالمة لهم بعدما لم تكن، بعيد جدا.
قوله (ويسلم ما فيها لهم) عطف على يبدلها وقوله لا شية فيها حال مؤكدة.
* الأصل:
143 - ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: اللهم صل على محمد صفيك، وخليلك ونجيك، المدبر لأمرك.
* الشرح:
قوله (قال سمعته يقول اللهم صل على محمد) وجه ذكره في هذا الباب غير ظاهر وفيه دلالة على جواز الصلاة على النبي منفردا، والصفي المصطفى المختار والذي يصافي الود لصاحبه ويخلصه له، فعيل بمعنى فاعل أو مفعول، والخليل الصديق المحب من الخلة وهي الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله أي في باطنه ولذلك يخص بمن كانت خلته مقصورة على حب الله تعالى ليست فيها شركة لغيره، وهي حالة شريفة لا ينالها أحد بكسب واجتهاد، وإنما يخص الله تعالى بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين، والنجي المناجي المخاطب لصاحبه والمحدث له وصاحب سره، والمدبر للأمر المحدث به والمتقن له والناظر في أدباره وعواقبه والساعي في ترويجه.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417