شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٩٠
ابن المغازلي بإسناده في كتاب المناقب يرفعه إلى أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «يا فاطمة، إنا أهل البيت اعطينا سبع خصال لم يعطها أحدا من الأولين والآخرين قبلنا - أو قال:
الأنبياء ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا - نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك ووصينا أفضل الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا أفضل الشهداء وهو حمزة عمك ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو ابن عمك ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك ومنا - والذي نفسي بيده - مهدي هذه الامة».
قوله (ألا وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب) أراد بالشهداء من استشهد في عصره إلى سالف الزمان، أو العام مخصص بالحسين (عليه السلام) فلا ينافي أن الحسين (عليه السلام) أفضل الشهداء على الإطلاق.
قوله (وجعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان) أي بدمه، في كتاب إكمال الإكمال جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) يكنى أبا عبد الله وكان أكبر من أخيه علي بعشر سنين وكان من المهاجرين الأولين هاجر إلى الحبشة وقدم منها على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعانقه وقال: «ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خيبر» وكان قدومه من الحبشة في السنة السابعة وقال له: «أشبهت خلقي وخلقي» ثم غزى غزوة مؤتة سنة ثمان فقتل فيها بعد أن قاتل حتى قطعت يداه معا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله تعالى أبدله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء، فمن ثم قيل له: ذو الجناحين، ولما بلغه (صلى الله عليه وآله) نعى جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها فيه، فدخلت فاطمة تبكى وتقول واعماه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله تعالى أبدله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة على مثل جعفر فلتبك البواكي».
قوله (ثم تلا هذه الآية: (ومن يطع الله والرسول) أشار به إلى فضل شيعتهم وكمال اتصافهم بهم ظاهرا وباطنا مع ما فيه من الترغيب في طاعة الرسول وطاعة أولى الأمر من بعده حيث علم أن ثمرتها مرافقة هؤلاء الأخيار ومصاحبة هؤلاء الأبرار.
قوله (وحسن اولئك رفيقا) فيه معنى التعجب لزيادة الترغيب في الطاعة قال القاضي: و «رفيقا» نصب على التميز أو الحال ولم يجمع لأنه يقال للواحد والجمع كالصديق أو لأنه اريد وحسن كل واحد رفيقا.
قوله (ذلك الفضل من الله) ذلك مبتدأ وإشارة إلى ما للمطيعين من الأجر ومزيد الهداية ومرافقة هؤلاء الأخيار، أو إلى فضل هؤلاء الأخيار وعلو منزلتهم، والفضل صفة «ذلك» و «من الله» خبره أو الفضل خبره و «من الله» حال والعامل فيه معنى الإشارة كذا في تفسير القاضي.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417