قوله (وكفى بالله عليما) فيعلم المطيع ويجزيه على قدر استحقاقه بل زائدا عليه تفضيلا وفيه أيضا ترغيب في الطاعة لأن المطيع إذا علم أن المطاع عالم بفعله وإطاعته ازداد سعيه إلى الانقياد وشوقه إلى الطاعة.
* الأصل:
140 - محمد بن الحسين، عن سهل بن زياد، عن علي بن النعمان، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: كيف كانت الصلاة علي النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لما غسله أمير المؤمنين (عليه السلام) وكفنه سجاه ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين (عليه السلام) في وسطهم فقال: «إن الله وملائكة يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما» فيقول القوم كما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة وأهل العوالي.
* الشرح:
قوله (لما غسله أمير المؤمنين (عليه السلام)) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «ولقد وليت غسله (صلى الله عليه وآله) والملائكة أعواني فضجت الدار والأفنية، ملأ يهبط وملأ يعرج. وما فارقت سمعي هنيمة (أي صوت خفي) منهم، يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه، فمن ذا أحق به مني حيا وميتا» كذا في نهج البلاغة.
قوله (فداروا حوله) الظاهر أن ضمير حوله راجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ورجوعه إلى علي (عليه السلام) بعيد ثم الظاهر أن صلاتهم كانت مجرد قراءة هذه الآية من غير تكبير ولا دعاء إلا أن يقال: إن قراءتها كانت قبل الصلاة، والله أعلم.
قوله (وأهل العوالي) في النهاية: العوالي أماكن بأعلى أرضى المدينة والنسب إليها علوي غير قياس وأدناها من المدينة على أربعة أميال وأبعدها من جهة النجد ثمانية، وفي المغرب العوالي موضع على نصف فرسخ من المدينة، وفي كتاب إكمال الإكمال عوالي المدينة القرى التي عند المدينة.
* الأصل:
141 - محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن سيف، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما قبض النبي (صلى الله عليه وآله) صلت عليه الملائكة والمهاجرون والأنصار فوجا فوجا، قال: وقال أمير المؤمنين (عليه السلام)، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في صحته وسلامته: إنما أنزلت هذه الآية علي في الصلاة علي بعد قبض الله لي: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
* الشرح: