شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٩٨
فاطمة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأمي والله، وقام مسرعا حتى دخل فنظر إليها وبكى؟ ثم أمر النساء أن يغسلنها وقال (صلى الله عليه وآله): إذا فرغتن فلا تحدثن شيئا حتى تعلمنني، فلما فغرن أعلمنه بذلك، فأعطاهن أحد قميصيه الذي يلي جسده وأمرهن أن يكفنها فيه.
وقال للمسلمين: إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك فسلوني لم فعلته، فلما فرغن من غسلها وكفنها دخل (صلى الله عليه وآله) فحمل جنازتها على عاتقه، فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها، ثم وضعها ودخل القبر فاضطجع فيه، ثم قام فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر، ثم أنكب عيها طويلا يناجيها ويقول لها: ابنك، ابنك [ابنك] ثم خرج وسوى عليها، ثم انكب على قبرها فسمعوه يقول: لا إله إلا الله، اللهم إني أستودعها إياك، ثم انصرف، فقال له المسلمون: إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم، فقال: اليوم فقدت بر أبي طالب، إن كانت ليكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها وولدها، وإني ذكرت القيامة وأن الناس يحشرون عراة، فقالت:
وا سوأتاه، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية، وذكرت ضغطة القبر فقالت: واضعفاه، فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك، فكفنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك وانكببت عليها، فلقنتها ما تسأل عنه، فأنها سئلت عن ربها فقالت، وسئلت عن رسولها فأجابت وسئلت عن وليتها وإمامها فارتج عليها، فقلت: ابنك ابنك [ابنك].
* الشرح:
قوله (أول امرأة هاجرت) دلت الرواية على مهاجرتها وفي بعض روايات العامة أيضا دلالة عليها قال المازري: وما جاء في الحديث من ذكر فاطمة بنت أسد صحيح وصحت هجرتها كما قال غير واحد خلافا لمن زعم أنها لم تهاجر، في الحديث حجة عليه. هذا كلامه.
قوله (إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة) كان المراد أنه يحشر بعضهم أو أكثرهم عراة لدلالة ظاهر بعض الروايات على حشر بعضهم مكسوا، والأمر بتجويد الأكفان معللا بأنهم يحشرون يوم القيامة بها دال عليه أيضا وحشرهم عراة مذكور في كتبهم العامة أيضا، روى مسلم عن عائشة قالت: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة» قلت: يا رسول الله الرجل والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض فقال: «الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض».
قوله (وا سوأتاه» أظهرت التفجع والتحسر على ظهور السوأة وهي العورة وكل ما يستحيي منه إذا ظهر.
قوله (يذكر ضغطه القبر) الضغطة العصر ومنه ضغطة القبر لتضييقه وعصره وفي رواية: «إن الميت يسئل وهو مضغوط» وفي اخرى «ما أقل من يفلت من ضغطة القبر» نعوذ بالله منها.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417