شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٩٩
قوله (واعتقل لسانها) في المغرب: اعتقل لسانه بضم التاء إذا احتبس من الكلام ولم يقدر عليه.
قوله (امي والله) أي فاطمة امي أو ماتت امي، وسماها اما على سبيل التشبيه في الشفقة والمحبة.
قوله (وبكى) دل على جواز البكاء على الميت وهو كذلك مع ترك الجزع والشكاية.
قوله (فلا تحدثن شيئا) أي لا تفعلن بعد الفراغ من غسلها حتى تعلمنني، نهاهن عن تكفينها قبل الإعلام لأنه أراد أن يكفنها بقميصيه ليبعثها الله تعالى كاسية أو لفوائد اخر.
قوله (على عاتقه) وهو موضع الرداء من المنكب وفيه حث على حمل الجنازة سيما جنازة الصلحاء والأتقياء.
قوله (بر أبي طالب) البر بالكسر الإحسان والخير واللطف وبالفتح العطوف والشفيق، والظاهر أن «ان» في «ان كانت» مخففة من المشددة المكسورة وهي بعد التخفيف وإبطال عملها يدخل على كانت ونحوه الداخل على خبره اللام كما في قوله تعالى: (وإن كانت لكبيرة).
قوله (وسئلت عن وليها وإمامها فارتج عليها) ارتاج الباب وارتجاجه إغلاقه وإقفاله تقول: ارتج على القارى، وارتج عليه مبنيا للمفعول فيهما إذا استغلق عليه القراءة واستبهم وارتج على الرجل وارتج عليه إذا أراد الكلام فامتنع عليه ومعناه أغلق عليه ولعل في ذلك الارتاج حكمة لله تعالى وهي أن يلقنها النبي (صلى الله عليه وآله) ويظهر إمامة ابنها وولايته للناس سيما للحاضرين، وفيه دلالة واضحة على أن عليا (عليه السلام) كان إماما في عهده (صلى الله عليه وآله) (1) وتعضده روايات آخر.

(1) قوله «كان إماما في عهده (صلى الله عليه وآله)» اختلف عبارتهم في إمامة متعاصرين كأمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) في وقت واحد، والحق أنه إن اريد الولاية الباطنة أي الربط الباطني بينهم وبين روح القدس وأمثال ذلك فهم أئمة في عصر واحد، وإن اريد استحقاق التصرف ظاهرا ووجوب الإطاعة للظاهر فالإمام في كل عصر واحد، وقد مضى شيء من هذا المعنى في المجلد السادس، ولما كان المقام مقام السؤال عن الاعتقاد والبحث عن الواقع وما يناسب عالم الآخرة كان المناسب المعنى الأول وهو أصل الولاية، وحينئذ فلا ريب أن عليا (عليه السلام) كان اماما في عهد الرسول أيضا نعم يستشكل بأنه لو كان السؤال عن الإمام حتما في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) لزم كون أكثر من مات في ذلك العهد غير عالم بما يجب عليهم من معرفة علي (عليه السلام) بالإمامة، والذي يسهل الخطب أن السياري راوي هذا الحديث من الكذابين المشهورين فيقتصر من مضامين الحديث على مالا يخالف الاصول، مع أن لنا أن نلتزم بكون الناس في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) عارفين بولاية علي (عليه السلام) لكثرة ما رأوا وسمعوا من تصريح النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك من أول نبوته (صلى الله عليه وآله) وما ينبغي أن يقال في حقه مشهور لا حاجة إلى تفصيل ذكره هنا. (ش)
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417