شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٨
الملحوظة في مرتبة الذات ومن أعظم تلك الصفات هو استيلاؤه على جميع ما سواه من الممكنات دقيقها وصغيرها، جليلها وكبيرها، عظيمها وحقيرها،; لأن هذه الصفة مستلزمة لجميع الصفات الكمالية كالعلم بالكليات والجزئيات والقدرة الشاملة لجميع الممكنات والرحمة الكاملة التي وسعت كل شيء. فلذلك فسر (عليه السلام) الله بذلك، تفسيرا له ببعض الوجوه الكامل الشامل.
* الأصل:
4 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن العباس بن هلال قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله: (الله نور السماوات والأرض). فقال: هاد لأهل السماء وهاد لأهل الأرض.
وفي رواية البرقي: هدى من في السماء وهدى من في الأرض.
* الشرح:
(علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن العباس بن هلال قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله (الله نور السماوات والأرض) فقال: هاد لأهل السماوات وهاد لأهل الأرض. وفي رواية البرقي: هدى من في السماء وهدى من في الأرض) النور وهو ينكشف به الأشياء يظهر وجودها عند الحس إما جسم كما ذهب إليه جماعة من المحققين أو عرض كما قيل وعلى التقديرين لابد من تأويل الآية إلا عند المجسمة والمصورة القائلين بأنه تعالى نور، تأويلها على وجوه منها ذكره (عليه السلام) وهو أن المراد بالنور الهداية لاشتراكهما في الإيصال إلى المطلوب، ومنها: الله خالق نورهما، ومنها: الله منور عقول من في السماء والأرض لرؤية الآثار الألوهية والحقائق الربوبية، ومنها: أن الله ذو البهجة والجمال، وهو يرجع إلى الثاني أي خالقهما (1).
* الأصل:
5 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن فضيل بن عثمان، عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل، (هو الأول والآخر) وقلت: أما الأول فقد عرفناه وأما الآخر فبين لنا تفسيره، فقال: إنه ليس شيء إلا يبيد، أو يدخله التغير والزوال أو

1 - قوله: «وهو يرجع إلى الثاني أي خالقهما» بذلك يعلم أن مراد القائل بأن الله خالق نورهما خالق وجودهما والنور هو الوجود، وقد سبق في المجلد الثالث كلام في أن الله نور السماوات، تفسير الشيخ الصدوق رحمه الله. (ش)
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست