شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٩٧
* الأصل:
3 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بكار بن كردم، عن مفضل بن عمر، وعبد المؤمن الأنصاري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: أنا الله لا إله إلا أنا، خالق الخير والشر فطوبى لمن أجريت على يديه الخير وويل لمن أجريت على يديه الشر وويل لمن يقول:
كيف ذا وكيف هذا.
«قال يونس: يعني من ينكر هذا الأمر بتفقه فيه».
* الشرح:
(علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بكار بن كردم) بكار بفتح الباء وتشديد الكاف، والكردم في اللغة الرجل القصير الضخم ثم جعل علما وشاعت التسمية به (عن مفضل بن عمر، وعن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: أنا الله لا إله إلا أنا، خالق الخير والشر فطوبى لمن أجريت على يديه الخير وويل لمن أجريت على يديه الشر) ربما يقال: إنه تعالى لما أقدر العبد على الخير والشر كأنهما يجريان منه تعالى على أيديهم (وويل لمن يقول: كيف ذا وكيف هذا قال يونس يعني) بمن يقول (من ينكر هذا الأمر) وهو خلق الخير والشر وإجراؤهما على يد أهلهما (بتفقه فيه) أي في الإنكار أوفي هذا الأمر وقوله «بتفقه» إما مصدر مجرور بالباء أو فعل مضارع، وهو على التقديرين حال عن فاعل ينكر. وفي هذا التفسير إشارة إلى أن ترتب الويل على هذا القول إنما هو إذا كان القائل منكرا لهذا الأمر يدعي الفقه في ذلك الإنكار والعلم بخلاف ذلك الأمر، أو يطلب التفقه والدليل على ذلك الأمر كما أن المنكر لشيء قد يطلب من الخصم دليلا عليه لا ما إذا كان غير عارف بحقيقة ذلك الأمر ولا عالم بمعناه فيسأل العارف عنها فإن السؤال على هذا الوجه ليس بمنهي عنه والسائل ليس محلا للوعيد.
تم المجلد الرابع ويليه إن شاء الله المجلد الخامس أوله:
«باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين».
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 » »»
الفهرست