شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ٢٤٠
باب صفات الذات (1) صفات الذات عند الأشاعرة (2) ما قام به أو اشتق عن معنى قائم به كالعلم وعندنا ما لا يجوز سلبه عنه قط فإن العلم مثلا عندهم صفة زايدة قائمة بذاته تعالى ولا ينفك ذاته عنها أبدا وأزلا، وهذا غير صحيح عندنا إذ لا قديم إلا هو بل ذاته المقدسة علم بكل معلوم وجد أو لم يوجد، فالتغير إنما هو في المعلوم وهو معدوم تارة وموجود أخرى والعلم واحد في الحالتين لا تغير فيه بالزيادة والنقصان والظهور.
وصفات الفعل عندهم ما اشتق منه من أمر خارج عن الذات كالخالق والرازق فإنهما مشتقان من الخلق والرزق، وعندنا ما يجوز سلبه عنه في الجملة فانه كان في الأزل ولم يكن خالقا ورازقا، ولا نريد أنه يتجدد له صفاته حادثة كما زعمه طائفة من المعتزلة لأنه أجل وأعظم من أن يكون محل

1 - قوله «صفات الذات» قال صدر المتألهين وتبعه المجلسي (رحمه الله) في مرآة العقول واللفظ لهما رحمهما الله، إن صفاته على ثلاثة أقسام: منها سلبية محضة كالقدوسية والفردية، ومنها إضافية محضة كالمبدئية (والخالقية) والرازقية ومنها حقيقة سواء كانت ذات إضافة كالعالمية والقادرية أو لا كالحياة والبقاء ولا شك أن السلوب والإضافات زائدة على الذات وزيادتها لا توجب انفعالا ولا تكثرا (وقيل [لكن يجب أن يعلم] أن السلوب كلها راجعة إلى سلب الإمكان [فإنه يندرج فيه الجوهرية وسلب الجسمية وسلب المكان والحيز والشريك والنقص والعجز والآفة وغير ذلك] والإضافات راجعة إلى الموجدية... وأما الصفات الحقيقية (فالحكماء والإمامية) على أنها غير زائدة. ما بين الهلالين زيادة للمجلسي وبين المعقفتين زيادة لصدر المتألهين. (ش) 2 - «صفات الذات» بالغ أبو محمد بن الحزم على سائر خزعبلاته في إنكار إطلاق الصفة على الله تعالى فقال لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظة الصفات ولا على لفظ الصفة ولا حفظ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن لله تعالى صفة أو صفات نعم ولا جاء قط عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من خيار التابعين ولا عن أحد من خيار تابعي التابعين ومن كان هكذا فلا يحل لا حد أن ينطق به، ولو قلنا إن الإجماع قد تيقن على ترك هذه اللفظة لصدقنا فلا يجوز القول بلفظ الصفات ولا اعتقاده بل هي بدعة منكرة، وقال: وإنما اخترع لفظ الصفات المعتزلة وهشام ونظراؤه من رؤساء الرافضة وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام سلكوا غير مسلك السلف الصالح ليس فيهم أسوة ولا قدوة وحسبنا الله ونعم الوكيل انتهى.
وما أشبه كلامه بكلام بعض الأخباريين في إنكار اصطلاحات أهل الأصول والحق أن النظر في الصفات أهم وأوجب من إثبات الذات إذ ما من أحد من العقلاء إلا أثبت ذاتا هو واجب الوجود حتى الماديين والملاحدة والدهرية، وإنما الخلاف بين المليين وبينهم في الصفات فالأنبياء والحكماء يثبتون له العلم والقدرة وغيرهما والماديون وأمثالهم يجعلون المادة أو الأجزاء المنبثة والمكان والزمان واجب الوجود فالاختلاف في صفة العلم والقدرة والحياة. (ش)
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست