فقه الحضارة - السيد السيستاني - الصفحة ١٧٤
الشريف على استيعاب أكبر عدد متعاطف مع المسلمين من كل الجنسيات والديانات فذهب إلى طهارة الكتابيين من اليهود والنصارى، ولكنه لم يترك الاحتياط الاستحبابي في الموضوع، وكان سيدنا الإمام الحكيم قدس سره العظيم قد أفتى من ذي قبل بطهارتهم خلافا للمشهور، أما سيدنا السيستاني فقد أفتى: وأما الكتابي: فالمشهور نجاسته، ولكن لا يبعد الحكم بطهارته، وإن كان الاحتياط لا ينبغي تركه (1). وقد حاول سيدنا المفدى أن تكون العلاقات العامة بين المسلمين وسواهم قائمة على أساس التفاهم والود البرئ، فسير بذلك الفتاوى الآتية ضمن الإجابة عن الأسئلة الموجهة لسماحته:
1 - هل يجوز تبادل الود والمحبة مع غير المسلم، إذا كان جارا، أو شريكا في عمل، أو ما شابه ذلك؟
* إذا لم يظهر المعاداة للإسلام والمسلمين بقول أو فعل، فلا بأس بالقيام بما يقتضيه الود والمحبة من البر والإحسان إليه، قال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
2 - هل يجوز السير في موكب جنازة غير مسلم لتشييعه، إذا كان جارا مثلا؟
* إذا لم يكن هو، ولا أصحاب الجنازة، معروفين

(1) السيستاني / المسائل المنتخبة / 82.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست