فقه الحضارة - السيد السيستاني - الصفحة ١٧٣
(1) علاقة المسلم بسواه من غير المسلمين الإسلام دين الاجتماع والتآلف والحب المتبادل، والمسلم الملتزم هو الذي يطبق على نفسه وعائلته الظواهر الإنسانية التي يدعو إليها الدين الحنيف، ومع اتساع خطوط الاتصال في شرق الدنيا وغربها، تتلاحم القوى البشرية فيما بينها صلة ومعروفا وإنسانية، ولما كان الإسلام دين المودة الخالصة والحب المتبادل، وشريعته شريعة اليسر والسماح، فما على المسلم من بأس أن يتخذ له أصدقاء وأحباء من غير المسلمين، لا أولياء بالمعنى الشرعي المحدد، فالصداقة شئ، والموالاة شئ آخر، وإباحة الصداقة لا تعني إباحة الموالاة، وفي هذا الضوء فلا مانع من الاتصال المباشر وغير المباشر مع غير المسلمين، إذا كانوا لا يعادون الإسلام، وإنما هم من سائر الناس في الشعور والتفكير والمعاناة، يحترمون شعائر الآخرين، ولا يكيدون للإسلام والمسلمين، وفي هذا المضمار قد تستحسن مجاملتهم بل والإحسان إليهم تحبيبا للإسلام من نفوسهم، واحتفاء بالمسلمين في شمائلهم ومشاعرهم، وقد دأب سماحة سيدنا المفدى دام ظله
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست