تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٣٨
ما يؤكل وأحكامه وسيأتى في الغذاء والمشروب كذلك لكنا نتكلم على طرف صالح هنا وهى الخمسة التي ذكرناها في الحرف الذي قبل هذا في قولنا معتدل فنقول:
اعلم أن الوارد على البدن من المذكور وغيره إما فاعل بصورته مع قطع النظر عن الكيفيات وهذا الفاعل الصادر بالصورة المذكورة إما انفعال كالاسكار بالخمر أو فعل فقط كغالب الأدوية وهذا الفعل قد يكون صلاحا كدفع الزمرذ الفزع وقد يكون فسادا كحرق الأفيون للدم أو بكيفيته الفعلية كتسخين النار والمستندة إلى القوة كتسخين الفلفل وهكذا الكيفيات الثلاث أيضا في الفعل والقوة وكلها قد تزيد إن ناسبت أو تنقص إن ضادت، فلها مع البدن بهذا الحكم خمس حالات وذلك أنه إذا ورد على البدن المعتدل فاما أن لا يغيره مطلقا وهذا هو العتدل مثل الاسفاناخ أو يغيره لكن لم يظهر للحس أصلا ويسمى هذا في الدرجة الأولى من أي كيفية كان أو بغيره مع ظهوره للحس لكن لم يضر فعله وهذا في الدرجة الثانية وغالب الأغذية من هذين أو يضر لكن لم يبلغ أن يهلك وهذا في الثالثة وغالب الأدوية منه أو يهلك ففي الرابعة وغالب السموم منه وتقدم تكملة هذا في الحرف الذي قبل هذا في قولنا معتدل [مولود] المراد تدبيره والكلام عليه من حين سقوطه إلى يوم موته.
مما يجب له أولا أن يبدأ بقطع الفضلة التي في سرته على حد أربع أصابع وتربط بصوف خفيف الفتل وتضمد بخرقة تلت بزيت طبخ فيه كمون وزعتر ويسير ملح ومر ويملح بدنه بملح وشادنه وآس ومر وقسط مجموعة أو مفردة ليشتد ويمنع عنه العفونة والقمل وإذا سقطت السرة بعد ثلاث ضمدت بالشراب والزيت أو رماد الصدف أو الرصاص المحرق ودم الأخوين أو الكركم والأشنة للتجفيف ويملح لدفع الأوساخ والقمل إلا الانف لضعفه عن الملح ويقطر الزيت في عينيه للغسل وتمسح بناعم وتغمز الأعضاء وفق الشكل المراد والمثانة لا طلاق البول ويفتح الدبر بالخنصر وبها يتعاهد الانف بعد تقليم الظفر لئلا يجرح ويلبس رقيق الثياب المناسبة للزمان ويفرش بها ويقمط حفظا للشكل مع توسطه في الشد ويرخى على بطنه في الأنثى لئلا يكون سببا لعدم الحمل وتطلى مراقه وعضواه بسحيق الآس والزيت حذرا من التسميط ويغسل بفاتر كل ثلاثة ما عدا الشتاء والمائل إلى السخونة كل سبع فيه برفق في صبه وغمز المفاصل والقلع والتلبيس والتنشيف والدهن وسيأتى تدبير النوم وتقدم منه ظرف في حرف الماء (وأما الرضاع) فالأم أولى به لمناسبة لبنها ما كان يغتذى به حتى لو لم ترضعه وجب أن تتعاهده بالقام ثديها ففيه نفع عظيم فإن تعذرت اختير من يقاربها وتكون صحيحة المزاج والتركيب معتدلة البدن واللون والسحنة لحمية صلبة المجس مكتنزة الثديين شابة واسعة الصدر حسنة الخلق خلية عن الحيض والمكدرات والجماع مرضعة لذكر تقارن ولادتها ولادة من أريد إرضاعه لمناسبة اللبن في الزمان أيضا فان لبن آخر الرضاع ليس كأوله لفساده بالحرارة وعجز الثدي عن قصره، ثم إنه لا يغتر بكون المرضعة كما ذكرنا في اللبن من فساده وإن كانت هي كما ذكر فإن لم يكن أبيض طيب الرائحة معتدل القوام عذبا فتعطى ما يعدل الصفراء إن كان أصفر أو مالحا أو كثير الرغوة والبلغم إن كان حامضا أو غليظا والسوداء إن كان إلى السمرة والكمودة والعفوصة وتفصد إن كان أحمر ويراق ما في الثدي وقت العلاج بل قالوا الواجب في كل إرضاعة إراقة شئ من الحاصل وهذه مبالغة وإلا فالصحيح فعل ذلك إذا طرأ ما يغير المزاج خاصة فإذا التقم الثدي غمزله باليد ليدر له بسهولة ولا يمكن من الشبع ويراض بالتحريك والترقيص خصوصا إذا تخم قال الشيخ ويجب عنده تقليل الأضواء لئلا يتفرق بصره وتكثير الألحان الموسيقية قالوا وأقل ما يرتضع الطفل في اليوم والللة مائة وخمسون درهما
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197