تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٣٧
* (تتمة) * ومما يلحق بهذا الباب أو جاع القضيب والسدد، يكون ذلك إما لقروح أو حدة أخلاط.
(وعلامته) الوجع والحرقة أو خلط وقروح وعلامته عسر البول بلا وجع وربما خرج الخلط مع البول (العلاج) يلازم الايارج وماء العسل والطلاء بالشحوم والادهان وشرب الشبت مع الكثيرا متبوعا بما ينفذه كماء البطيخ الهندي وماء الشعير والعسل. وأما ما يعرض للذكر من الانحلال وغيره فيأتي إن شاء الله تعالى في حرف القاف [معتدل] اعلم أن مرادهم بالمعتدل عند الاطلاق ما تساوت فيه الكيفيات كلها وقد يكون المعتدل اثنتين منها وما في الدرجة الأولى من الحرارة هو أن يكون من جزءين حارين وجزء بارد فإذا قابلت البارد بمثله سقطا وبقى جزء فقيل بهذا الاعتبار إنه في الأولى وهكذا الكلام في المراتب الباقية وتنحصر في خمسة عشر غير المذكورة أولا وهذا كله تقرير هم وفيه إشكالات (الأول) أن البدن المعتدل قد تقدم امتناع وجوده فلا سبيل إلى معرفة هذه القوى لأنه الطريق إليها، ويمكن الجواب عن هذا بأن المراد المعتدل على اصطلاحهم فان عم عم أوليس فليس وفيه ما فيه (الثاني) أن المستعمل من الدواء عند الامتحان لم يبينوا قدره فإن كان درهما مثلا كان اللازم من تضعيفه ارتقاء الدواء عن هذه الدرجة وبالعكس فيكون الدواء الواحد في درجات متعددة باعتبار الكم وإن لم يلزم ذلك لزم تساوى الدرهم والقنطار والكل محال وقد لمح الفاضل أبو الفرج بذكر هذا البحث متنحيا عن جوابه، وأقول إن الجواب عنه مأخوذ من المقادير التي في المفردات وهو غير كاف، والأولى أن يقال إن المطلوب تحريره إن كان غذاء فيظهر الحكم بقدر ما يمسك الرمق كأوقية خبز وخمسة دراهم من لوز وإن كان دواء فبقدر ما يخرج الطارئ من الخلط كنصف مثقال من اللازورد وإن كان سما فبقدر ما يجمد كنصف قيراط من الحار وضعفه من البارد (الثالث) قد صرحنا بأن وجود الكيفية الواحدة غير جائز في بدن فكيف يظهر اليابس مثلا فقط وقد صرحوا به (الرابع) لا فرق بين الحيوان وغيره في الكيفيات الخمس فكيف يصرح بالبسائط في المفردات (الخامس) أن لو جمعنا بين ما هو حار في الثانية وحار في الأولى لكان الواجب أن يكون في الثالثة واللازم على قولهم إنه في الأولى فيتساوى القليل والكثير في الكيفيات وعندي إضعاف هذه الاشكالات على هذا المحل بلا أجوبة والذي أراه أن حقيقة الوصول إلى كيفية كل مفرد لا تتم إلا بالتحليل والتركيب بأن تفرض الذاهب الخفيف المطلق والمتخلف الثقيل كذلك وما بينهما المضاف وقد تؤخذ بالتجربة والوحي والقياس وأكثر ما يصدق الجنس الواحد فيقال في نحو الثمر إن الأبيض منه بارد والأسود حار والأحمر معتدل ومجموعه حار بالقياس إلى اللبن والأشياء قد تنعكس إلى ضد قواها بسبب مجاور كالجبن فإنه ينتقل من البرودة والرطوبة إلى الحر واليبس لغلبة الملح وكذا المركبات أو بمادتها وهى أن تستحيل بنفسها إلى ما يشاكل البدن وهذا هو الغذاء المطلق لأنه يطلب منه أولا النشو لا النمو ثم اختلاف ما يتحلل به فقد يكون بانحصار المتناولات في هذه الثلاثة ويتركب منها ستة أنواع غذاء دوائي كالاسفاناج ودواء غذائي كالماش وقس على ذلك والأغلب مقدم في الاسم وقد جرت عادة الأطباء بافراد الكلام على أشخاص الثلاثة في كتب تسمى المفردات ونحن ذكرنا طرفا كافيا من ذلك أول الكتاب فراجعه فانا ذكرنا أولا أن لا ندع في هذا الكتاب شيئا من القواعد ويأتي الكلام في ذلك مستوفيا في حرف الغين في الغذاء [ماء] تقدم الكلام عليه في المفردات في حرف الميم فراجعه [مأكول] قد يخصونه بالمتناولات غير الأدوية وهى مأكول ومشروب وينقسم إلى قسمين (الأول) في جنس
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197