تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٢٧
مر في وجع المقعدة كالمرهم الأبيض في اليابس والأسود في الرطب وهذا المرض قد يبلغ في البلاد الباردة أن يقتل ولم نر له أصح من شحم الخنزير فإنه مجرب. وصنعته: أن يذاب وتبل به الفتائل وتدخل في المخرج حارة وتحفظ من البرد وتكرر إن لم يبرأ، ومما جربناه أن يحرق رأس الكلب بجملته ثم يسحق مع مثله صبر ويدر فإنه عجيب وكذا شحم الدجاج ودهن البنفسج والشمع والأفيون والمر مرهما ورماد الصعتر مع الصبر كبوسا أو بصفرة البيض وكل دهن حك فيه الرصاص.
[ماليخوليا] اسم جنس تحته أنواع كثيرة وستأتى في حرف الراء في أمراض الرأس [مرض] وهو إما عام أو خاص وهو إما باطن أو ظاهر وكل منهما إما أن يسمى باسم ما يقصد به كقولهم الباطنة الخاصة كأمراض الرأس إلى القدم ومنه ما لا يخص محلا بعينه كالسعفة وداء الحية والثعلب ومنها ما يعم كالحميات وفساد الألوان وكلها تنشأ من الاخلاط الأربعة وإنما يقع تزايدها بالأسباب وقد عرفتها وكذا العلامات، فان أسباب كل مرض وعلاماته إما أن تكون مستندة إلى المادة وهى علامات الاخلاط أو إلى الزمان وهى البحران وقد يخص كل مرض بعلامة وسبب وعلاج خاص وهذا لابد من ذكره في موضعه. فإذا ذكرت مرضا وقلت علاجه كذا فمرادي بعد التنقية للخلط الغالب بما أعد له بعد معرفته بالعلامات السابقة فلا حاجة إلى إعادتها، ومتى قلت واصطلاح الأغذية فمرادي ترك ما يولد الخلط الممرض واستعمال ضده أو قلت الادهان المناسبة والنطولات مثلا فمرادي بها المبرد في الحار والعكس، وإذا قلت الفصد فمرادي في الحار فإن أطلقت ففصد المشترك وإلا قيدت وربما استغنيت بقرينة المقام كأن أذكر الفصد في إدرار الحيض فمرادي الصافن أو المأبض إحالة على القوانين، وإن قلت يسهل أو يسقى الدواء فمرادي ما يخص ذلك الخلط ومتى ذكرت أجزاء من غير وزن فالمراد التساوي وإذا عينت عددا كأن قلت من كل خمسة فالمراد الدراهم مالم يعطف على مذكور وإلا عينت، ثم هي كيف كانت إما بسيطة باردة تسمى طويلة الزمان أو سليمة لا مانع من علاجها كالحمى أو غير خالصة كالكائنة بين عضوين مشتركين كالأرنبة والساق والإبط والقلب أو خفية تدرك بالحقيقة بسهولة كالمعدة أو تدرك بالتخمين لغورها كأمراض المثانة أو منتقلة إلى أصعب منها كذات الجنب إلى ذات الرئة أو معدية كالجذام والرمد أو موروثة كالبرص وأضدادها. هذا تقسيم الفاضل الملطي وفاته أن منها ظاهرا كالقوابي وعاما كالحمى وخاصا إما بعضو بحيث لا يتصور بغيره كالصمم في الاذن أو يتصور كالنقرس وإلى ما يكون سببا لغيره كالحمى الدق وما يحدث منه فساد في غير محله كالاستسقاء وما يوجب قطع النسل أو نقص الشهوة كفساد الصلب ونزول الماء وإلى مفردة من نوع واحد مزاجا أو تركيبا والأول يسمى سوء مزاج والثاني التركيب وقد يكون عنهما ثالث يسمى تفرق الاتصال فهذه أصول الأجناس ويندرج تحتها أنواع بالنسبة إليهما أجناس لامراض أخر تحتها. إذا عرفت هذا فسوء المزاج هنا إما ساذج أو مادي وكل يؤلم بذاته على الأصح لا بتفرق اتصال خلافا لجالينوس وعلى التقديرين إما مستو تبطل معه المقاومة كالدق وأوجاع الصدر أولا كالصداع المحرق هكذا قال الشيخ وذهب جالينوس وكثير من المتأخرين إلى أن المرض المستوى هو الكائن عن خلط واحد كالبلغم في العصب للمناسبة لان المقاومة وعدمها بحسب القوة والضعف والظهور والخفاء بحسب الخلط وقوة الغريزية لأنا لم نشاهد أبرص محرور المزاج ولا ذا حكه مبرودا مالم يكن لعارض آخر وقيل المستوى العام كالحمى وعكسه العكس كداء الفيل نسب هدا إلى مسيحي وجماعة وهو غير بعيد مما ذكرنا ثم أمراض سوء المزاج غير مؤلمة بالذات عند جالينوس وقال الشيخ
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197