تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٣١
ولم تسكن الحمى به ولم يكن يوم بحران رديئا جدا أو في المزمنة دليل طول وسكون الحمى بلا انقراح موت لا محالة. وأما الأورام الحادثة إن كانت مؤلمة وفى الجانب الأيمن فالموت أيضا، لكن إن تقدمها رعاف أو غثى فالسلامة أقرب خصوصا في سن الشباب وبالعكس، وأجود الأورام ما ظهر إلى خارج صغيرا محدودب الرأس ولم يغير اللون وما انفتح منها فأجوده ما كان الخارج منه إلى البياض والملاسة وطيب الرائحة، وأما الاستسقاء فان حدث بعد حمى حادة وابتدأ من الخاصرتين وحصل الورم في القدمين والذرب فأمره يطول خصوصا مع وجع القطن، ومتى كان ابتداء الاستسقاء من الكبد صحبه القبض والسعال بلا نفث والورم أحيانا ثم يخفى ويعود ووجع في الجنبين كذلك وبرد الأطراف مع حرارة البطن ردئ وخضرة الأظفار والقدمين أقرب إلى الموت من غير هذا اللون خصوصا إذا كانت العلامات الرديئة أكثر وكذا تقلص الأنثيين مالم يكن هناك ريح، وأما السهر فردئ وكذا نوم وسط النهار وآخره لكنها ليست علامات مستقلة بخير ولا شر، وأما القئ فأردؤه الكراثي والأسود والزنجاري والخلط الصرف من أيها كان إلا أن الدم أخطر وأشد منه خروج الألوان المذكورة جميعا في يوم وأقربها إلى الموت خروج الأخضر الكريه الرائحة. وأما ما يستدل به من البصاق فليس إلا على الصدر والرئة قيل والاضلاع فإن كان أحمر أو أصفر وسبقه الوجع والسعال ولم يمازج الريق فردئ وكذا الأبيض اللزج الغليظ لدلالته على البلغم الفاسد الحمى وأردأ من ذلك الأخضر، ومنه الأسود فان أشبه الزبد فهلاك مسرع أو ما في ورم الرئة فقد يدل البصاق على السلامة إن كان الريق ممزوجا بيسير الدم خالص الحمرة لكن لا ينبئ عن شئ قبل السابع فان جاوزه والحال ما ذكر انتقل إل السل ووجود الزكام في أورام الأضلاع والصدر مخفوف وإن قارنه العطاس فأخوف وما قيل من الانتفاع بالعطاس في السالة محمول على صحة العلامات والقوة ومتى لزمت الحمى الدقيقة واشتدت في الليل وزاد العرق وحصل بالسعال راحة وقل النفث وغارت العين واحمرت الوجنة والتوت الأظفار وورم القدم حينا وذهب آخر وانتفخت اليد فقد حصل التفتيح خصوصا إن سبق الوجع ثم زال وأحس بالثقل والحرارة وإذا كان في جانب واحد شعر من نام على الصحيح بثقل متعلق وغاية الانفجار ستون يوما فإن كانت الاعراض المذكورة في غاية الشدة ووقع الانفجار قبل عشرين أو توسعت أو توسطت فبعدها وإلا فالمدة المذكورة ثم إن أقلعت الحمى بلوازمها كالعطش يوم الانفجار وانتهت الشهوة وخرجت المدة بيضاء خالصة من الاخلاط بسهولة فالأغلب السلامة وإلا فلا والخراج خلف الاذنين والاسافل جيد خصوصا مع سكون الحمى كذا قاله أبقراط. وأقول إن الواجب النظر فيما ذكر فان الألم إن كان فوق الشراسيف فخراج الاذنين جيد أو تحتها فالرجلين كذلك أما العكس فعطب لا محالة وكثرة الثقل في البول من أجود علامات السلامة هنا وغيبة الخراج بعد ظهوره اختلاط عقل ومتى كثر وجمع القطن مع الحمى ولم تخف الاعراض بعلاج أو صلبت المثانة مع الوجع فلا مطمع في البرء خصوصا مع حبس البول فهذا غاية استقصاء النظر واستيفاء العلامات الدالة على تحصيل العلة صحة ومرضا لمن أمعن النظر. إذا تقرر هذا فاعلم أن العلامات إما جزئية مطلقة وهى الخاصة بمرض وستأتى في العلاج أو جزئية باعتبار عبرتها كلية باعتبار الخاصة وهذه هي التي ضمناها هذا التفصيل أو كلية مطلقة لدلالتها على مطلق أحوال البدن وهذه إما دالة باعتبار نفس البدن وهى النبض وما يخرج منه وهى القارورة وسيأتى تفصيلها. وأما البحران ففي الحقيقة هو طريق مركب من المذكورات وقد عده الملطي مستقلا وأبقراط تابعا وقوم ختموا به الكتب والصحيح الأول وتقدم الكلام عليه في حرف الباء.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197