تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٣٠
أن زمان الابتداء لا علامة له لأنه في الصحيح عبارة عن ظهور الاحساس وهو معلوم وما قيل إن المبدأ بعد ثلاث من المشتكى مردود بحمى يوم أو أن المبدأ هو الآن الذي لا آخر له مردود ببطلان الباقي من الأوقات، والذي أقوله إن المبدأ له علامات وهى تغير النبض والمزاج وصبق العرض والسبب ونحوها. وأما الثلاثة فتؤخذ إما من النوب فإنها تطول في التزايد وتقصر في الانحطاط وتعدل بالنسبة إليهما في الانتهاء أو من الاعراض كالحمى والناخس وضيق النفس والسعال أو منشارية النبض في ذات الجنب وموجبته في ذات الرئة والنفس في الحمى فان هذه تزيد في الزيادة وتنقص في الانحطاط وهكذا، والعرض يدل على هذه الأوقات لازما كان كالمذكورة أو مفارقا مناسبا كان كالعطش والصداع في الحاز أو غيره كالغثيان والفواق في الحمى فإنهما فيها غريبان لم يصدرا إلا عن انصباب مادة إلى القلب كذا قاله الملطي وهو مردود في الغثيان فإنه مناسب لهما قطعا والارعراض اللازمة تسمى عند أبقراط مقدمات المرض وبقاؤها في فترات النوب علامة صحيحة على تزايد المرض وكذا تقدم النوبة وبالعكس والفترات في الطول والقصر عكس النوب في الدلالة على الأزمنة والاعراض اللازمة تسمى النضج فان نقصه زيادة دليل على التزايد وبالعكس ثم النضج والاعراض في باب العلامات أنفع من غيرهما لدلالتهما على نحو الحمى الدائمة بخلاف الباقي. إذا عرفت ذلك فاعلم أن العلامات إلمذكورة تختلف بحسب الذكورة والأنوثة لما عرفت من أن الذكورة أحر، وإذا رأيت مرضا حارا مثلا في الثالثة اعترى ذكرا وأنثى لم يكن علاجهما واحدا لا حتياج الذكر إلى مزيد تبريد وخطره فيه بخلافها وكذا ينبغي في حفظ الصحة أن يلاحظ المناسب، وقد استدلوا على مزيد حرارة الذكورة بانعقادها في الأكثر من منى الشباب ومن يستعمل الحرارات وفى الجانب الأيمن وأنها أسرع تكونا وأحسن ألوانا حتى الحامل به أصفى وأنشط، وأن لحم الذكر أصلب وأحر وفضلاته أحد رائحة ودم النفاس فيه أقل لقوة هضمه والإناث بالعكس في كل ذلك، وأيضا بحسب السحنة فإنها كثيرة الفائدة في هذا الباب فان الدال على الحرارة منها كالنحافة وسعة العروق وكثرة العرق من أدنى موجب يسمى متحللا وسبيله في الصحة بتغليظ الغذاء أو قلة الرياضة، وفى المرض جعل الدواء ضعيفا والاقتصار على القليل منه والدال على البرد بالعكس ويعرف بالمنذر ويتبعها القول بالسمن فان إن كان شحميا وجب ازدياد صاحبه من التسخين وقلة الفصد أو لحميا فبالضد وسواء في ذلك الطبيعي وغيره. وأما الألوان فقد علمت الحق فيها لكن قد انتخب الأطباء من اللون والسحنة علامات ضمنها أبقراط تقدمة المعرفة وهى أن الوجه واللون متى بقيا خصوصا بعد طول بحالهما الطبيعي فالمآل إلى السلامة ومتى احتد الانف وغارت العين ولطئ الصدر وبرزت الاذن وامتدت جلدة الجبهة وصلبت وانكمد اللون أو اخضر ولم يتقدم موجب لذلك غير المرض من سهر وإسهال وجوع فالموت لا محالة لقهر الغريزية وجفاف الرطوبة وكذا الدمعة وكراهة الضوء والرمص وحمرة بياض العين وصغر أحدهما أو كان فيهما عروق سود وكثر اضطرابهما وتقلص الجفن والتواؤه وكذا الشفة والأنف لدلالة الالتواء في هذه على سقوط في القوة وقرب الموت وكذا الاضطراب على الوسادة وكثرة الاستلقاء مسترخيا وبرد القدمين وفتح الفم حالة النوم واشتباك الرجلين وتثنيهما فيها والوثوب للجلوس من غير إرادة خصوصا في ذات الرئة. وأما النوم على الوجه وصرير السن بلا عادة سابقة فدليل اختلاط إن صحبته علامات الموت فردئ وإلا فلا، ومما صحت دلالته على الموت جفاف القروح النازفة وميلها إلى كمودة أو صفرة شلا نطفاء الحرارة وجفاف المواد وكذا حركة اليدين في الحارة وأمراض الرأس والعرق البارد في الحارة إذا خص الرأس
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197