تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٧٨
في أوقيتين من شحم الكلى وشربها نائما على صدره وآخر يمشى على أكتافه ثم يتبعها بالماء البارد وينقى الجراح وينبت اللحم ويجذب الشوك وما في الاغوار ويقوى الهضم تقوية جيدة إذا أديم مضغه وينقى الرأس ومع الزبيب يحلل كل ورم ويشفى القروح الباطنة لعوقا بالعسل وذات الجنب ويشد العصب المشدوخ ومع السندروس والنيمرشت يذهب الاعياء ويسرع بجبر الكسر شربا وهذا هو البناشت في تراجمهم وبالجملة هو أجود الصموغ والبطم يبطئ بالهضم ويرخى الدهن يصدع ويورث قشعريرة صفراوية في غير البلغميين ويصلحه السكنجبين والربوب الحامضة وقيل يضر الكلى ويصلحه العسل وشربته إلى عشرة وبدله حب السمنة [بطيخ] جنسان بالنسبة إلى اللون [أصفر] وهو الخربز بالفارسية والقيون باليونانية وأفيوس بالسريانية وهذه أنواع مختلفة باختلاف البلدان والحجم وأجوده نوع يسمى السبيق وبالجملة فأجود هذا الجنس الشديد الصفرة الخشن الملمس الثقيل المستدير المضلع وهو بأسره حار في الأولى رطب في الثانية والأحمر الأملس الخشن المعروف بالسبيق شديد الحلاوة حرارته في آخر الأولى مدر جلاء محلل يفتح السدد وينفع من الاستسقاء واليرقان ويليه المعروف بالياباني وهو مر في أوله فإذا استوى اشتدت حلاوته وهذا أكثر حرا وأقل رطوبة وأسرع إضرارا ولكنه يحدث الحكة والحصف ويليه نوع يسمى بمصر مهناوي وهو جيد للسدد نافع في الادرار والغسل ولكنه للطافة رائحته تقصده الأفاعي فتدخل فيه وترمى سمها فينبغي أن يرش حوله النوشادر ودونه نوع آخر يخرج في رأسه المقابل للعرق سرة مستديرة أشد حلاوة وأجود ويعرف بالضميري والناعم من هذا ردئ قليل الحلاوة ولكن هذا النوع لطيف سهل الهضم كثير التفتيح ودونه نوع عريض الأضلاع مفرطح يعرف بالكمالي لا يوجد بمصر وهو ثقيل بطئ الهضم ودونه بطيخ له عنق طويل يلتوى وفى الجهة الأخرى رأس يطول إلى نحو شبر والوسط كبير أصله من سمرقند ويسمى عندنا البئري وبمصر العبدلي وهو بارد في الأولى ويكاد يلحق الأخضر ثقيل الهضم عسر على المعدة لكنه يطفئ الحرارة والالتهاب والعطش وينفع الحميات ويسكن غليان الدم ولا تكاد المصريون تستعمل من لبوب البطيخ غيره والبطيخ مرطب ملطف مسمن يغزر الماء والفضلات كلها كاللبن والعرق ويزيل العفونات والسدد اليابسة ويستخرج الاخلاط اللزجة ويفتت الحصى ويسهل ما صادفه ويستحيل لمزاج صاحبه فينبغي تعديله بالسكنجبين مطلقا وبالكندر في المبرودين والزنجبيل المربى بادزهرة وبالربوب الحامضة في المحرورين ومن أكله على الجوع ونام فقد عرض نفسه للحمى وينبغي للمحرورين إذا استعملوه على الخلاء المشي وشرب الأشربة المخرجة له كالبنفسج والرمان وعليه حينئذ ينطبق الحديث الوارد في أن البطيخ قبل الطعام وفيه قوة مطفئة فينبغي لمن لم يعرف تعديله أن يأكله بين الطعامين ليمنع السابق من استحالته واللاحق من إيراثه القئ ولكنه حينئذ يوقع في معرض التخم فليؤخذ فوقه مثل الكموني ولب البطيخ بأسره مدر مفتت للحصى مصلح للكلي والحرقان والقروح الداخلة ويجلو البشرة من نحو الكلف طلاء بنحو البورق ويحسن الألوان وقشره يمنع النزلات طلاء وينضج اللحوم إذا رمى معها وسحيقه بالخل ينفع من النهوش والأورام طلاء ويذهب قروح الرأس بدقيق الشعير وأصل البطيخ يقئ الكيموس الردئ والبلغم اللزج مع الخل وينقى القصبة [وأخضر] وهو الدلاع والهندي والرومي وأجوده المضلع الذي يجتمع عند أصله خطوط صغار إلى نقطة واحدة الأرقش البراق الصلب وأردؤه الرخو الأملس وهذا الجنس بأسره بارد في آخر الثانية رطب فيها أو في الثالثة والهندي المطلق منه المعروف بمصر بالماوى أجود أنواع البطيخ على الاطلاق يذهب
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340