وجاء الحق - سعيد أيوب - الصفحة ٤٧
الآية: (إنما يريد الله...) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة وحسنا وحسينا، فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء، ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة رضي الله عنها:
وأنا معهم يا نبي الله، قال: أنت على مكانك وأنت على خير " (1)، وعن شداد بن عمار قال: " دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا - رضي الله عنه - فشتموه، فشتمته معهم، فلما قاموا، قال لي: شتمت هذا الرجل؟ قلت: قد شتموه فشتمته معهم، قال: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة - رضي الله عنها - أسألها عن علي - رضي الله عنه -، فقالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه علي وحسن وحسين - رضي الله عنهم - آخذا كل واحد منهما بيده حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة - رضي الله عنهما - وأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا، كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم كساءه، ثم تلا صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) [الأحزاب: 33]، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحور " (2)، وعن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة - رضي الله عنهما - فقال: " الصلاة الصلاة، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (3)، وعن أنس بن مالك قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يمر بباب فاطمة - رضي الله عنها - ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر، يقول: " الصلاة يا أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (4).
.

(1) رواه الترمذي، الجامع: 5 / 351، وابن جرير والطبراني وابن مردويه، تحفة الأحوازي:
9 / 97، وابن كثير في التفسير: 3 / 485.
(2) قال ابن كثير: رواه الإمام أحمد وابن جرير، التفسير: 3 / 483.
(3) قال ابن كثير: رواه ابن جرير، المصدر نفسه.
(4) قال ابن كثير: رواه الإمام أحمد، المصدر نفسه.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست