هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ٩٩
وعند مجئ المسيح (عليه السلام) أكد هو الآخر على وحدانية الله سبحانه وذلك من خلال ما نجده في العهد الجديد، مثلا نرى في جوابه لأحد الكتبة عن أول الوصايا، قال: (الوصية الأولى هي اسمع يا إسرائيل أن الله ربنا رب واحد) (مر: 12: 29).
وهو بمجيئه هذا كشف السر الإلهي الذي يصعب على عقل الإنسان تصوره وفهمه، ولكن المسيح (عليه السلام) أيضا أخذ يكشف ذلك السر تدريجيا، فاستعمل كلمة (الأب) وأراد بها الله سبحانه وتعالى، فهو أب لجميع المؤمنين والأبرار والصالحين، وهو الأب الرحيم العطوف بأبنائه وخلقه، أنظر (متي: 3010، 5 - 16) (مر: 11: 25 - 26) وغيرها.
ولكنه (حسب المسيحيين) استعمل هذه الكلمة بالمعنى الحقيقي عندما كان يخاطب الله ويقول (أبي) انظر (متي: 11: 25 - 27) و غيرها، فالله الأب هنا هو الأب الخاص للمسيح (عليه السلام) فانتقل اللفظ من المعنى المجازي إلى المعنى الحقيقي في شخص يسوع (عليه السلام)، فكان لفظ الأب إشارة إلى الأقنيم الأول!
وأما كلمة الابن فقد أشرنا إليها سابقا، فالمسيح (عليه السلام) أيضا استخدم كلمة أبناء الله، في حق المؤمنين انظر (متي: 5: 9) (5: 45) وغيره، ولكنه أراد منها المعنى المجازي، في حين أنه عندما استعملها لنفسه فإنه أراد بها المعنى الحقيقي، فهو الابن الخاص
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست