هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٥٨
وصلت أخبارهم إلى المشركين في مكة، امتلأوا غيظا وأصابهم الذعر خشية نفوذ تعاليم الإسلام بين أهل الحبشة، لذا أسرعوا في أرسال وفد إلى النجاشي، مع هدايا كثيرة طالبين منه إعادة الذين هاجروا من مكة، فلما وصل الوفد قالوا للملك:
أن الذين هاجروا إليك هم سفهاء فارقوا دين قومهم وجاءوا بدين جديد، وقد بعثنا إليك أشراف قومهم لتردهم إليهم فدعا الملك المهاجرين وأحضرهم عنده يسألهم عن أمرهم، وكان متكلمهم (جعفر بن أبي طالب) فسأله النجاشي: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الملل؟
فأجابه جعفر قائلا أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام فصدقناه وآمنا به، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا في ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان. وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست