هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٥٧
عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون أكثرهم مالا، وأن يجعلوه ملكا وسيدا عليهم ويعطوه كل ما يريد شرط أن يتخلى عن دعوته ويرجع إلى ملتهم، فجاء رد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المدوي عبر التاريخ يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي (يساري)، على أن أترك هذا الأمر، حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته (1)، ليعلن موقفه الثابت.
مما دفع بالمشركين إلى تصعيد حملات التعذيب للمسلمين، ونشر الإشاعات والكذب عن شخصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشتمه وقذفه.
الهجرة إلى الحبشة لما رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن حملات التعذيب اشتدت على المسلمين، وليس له القدرة على دفع الأذى عنهم أمرهم بالخروج من مكة والهجرة إلى الحبشة، وقال لهم أن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد.
حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه، وهي الهجرة الأولى للمسلمين.
وكان بالحبشة ملك نصراني يدعى (النجاشي) معروف بعدالته، وبعد ما وصل بعض المسلمين إلى الحبشة ورأوا حسن المعاملة هناك، بدأت الهجرة الثانية للمسلمين إليها، وكان عددهم أكبر بكثير من المهاجرين الأوائل للحبشة، وقد وجد المسلمون بلاد الحبشة كما وصفها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلاد آمنة، فلم يتعرضوا فيها إلى مضايقة. ولما

(1) سيد المرسلين: 1 / 404.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست