معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٣٩٤
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا (1).
ومن قولهم في المنزلة بين المنزلتين: إن الإيمان إقرار باللسان ومعرفة وعمل بالجوارح. وإن كل عمل فرضا أو نقلا هو إيمان، وكلما ازداد الإنسان خيرا ازداد إيمانا، وكلما عصى نقص إيمانه.
فالإيمان مركب من أمور، فلو أخل المكلف بأحدها يسلب عنه اسم الإيمان. فلا يقال له مؤمن أو كافر. بل هو بمنزلة من المنزلتين. ومرتكب الكبيرة لا كافر ولا مؤمن. والكبيرة عندهم أنواع، منها ما تؤول إلى الكفر.
ومنها ما يطلق على مرتكبها اسم الفسوق فقط (2). ويقول الشيخ أبو زهرة: من اعتقادهم، أن العاصي من أهل القبلة في منزلة بين المنزلتين. يرون أنه لا مانع من أن يطلق عليه اسم المسلم تمييزا له عن الذميين لا مدحا ولا تكريما. وأنه في الدنيا يعامل معاملة المسلمين، لأن التوبة له مطلوبة. والهداية مرجوة. وقد قال في ذلك " ابن أبي الحديد " وهو من شيوخ المعتزلة: إنا وإن كنا نذهب إلى أن صاحب الكبيرة لا يسمى مؤمنا ولا مسلما. نجيز أن يطلق عليه هذا اللفظ.
إذا قصد به تمييزه عن أهل الذمة وعابدي الأوثان، فيطلق مع قرينة حال أو لفظ يخرجه عن أن يكون مقصودا به التعظيم والثناء أو المدح (3).
ومن قولهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أنهما واجبان عقلا ونقلا. ويذهبون إلى أنهما واجبان باللسان والقلب واليد، وقد فسر الزمخشري صاحب الكشاف. إلى أن الأمر بهما من فروض الكفاية، لأنه لا يصلح له إلا من علم المعروف، وعلم كيف يرتب الأمر في إقامته وكيف يباشره. وأن الجاهل ربما نهى عن معروف وأمر بمنكر وقد يغلط في موضع اللين ويلين بموضع الغلظة. وينكر على من لا يزيده إنكاره إلا تحاديا. والأمر بالمعروف تابع للمأمور به، إن كان واجبا فواجب، وإن كان ندبا فندب، وأما النهي عن المنكر

(1) المصدر السابق 128 / 1.
(2) تاريخ الفرق الإسلامية / الزين ص 141.
(3) تاريخ المذاهب الإسلامية ص 128 / 1.
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459