مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ٦١
الرأي، واكفنا مؤنة الخارجية - الخوارج - وعجل الانتقام من الجهمية.
ونخرج من هذا العرض لرسالة السنة أن قذائفها أشد فتكا من سابقتها، وأن ابن حنبل قد أعلن عن وجهته صراحة من خلالها..
فهو قد أعلن أن هذه الرسالة تمثل عقيدة السلف من الصحابة والتابعين..
وأعلن أن الخارج عن حدودها والمخالف لها مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن سبيل الحق.
نسب الظلم إلى الله سبحانه حين ربط الزنا والسرقة والخمر والقتل بمشيئة الله وإرادته وربط الحكم بصلاح المسلم ونجاته من النار بالرواية وليس بالقرآن.
وأعلن أن الخارج عن السلطان مبتدع مخالف مفارق للجماعة..
وأعلن أن الله في السماء فوق العرش يتحرك ويتكلم ويضحك ويفرح وينزل إلى الدنيا وخلق آدم على صورته ويضع قدمه في النار.. الخ هذه الصفات التي جاءت بها الروايات ولم يأت بها القرآن والتي تضع ابن حنبل ومن سار في ركاب هذه الرويات في دائرة التجسيم.
وأعلن تكفير الجهمية لقولهم بخلق القرآن ودخل معهم في دائرة التكفير الشيعة والمعتزلة الذين يتبنون نفس الفكرة..
وتطرف ابن حنبل في موقفه أكثر فكفر الذين يقولون بأن القرآن كلام الله وكفى.. والذين يقولون بأن الألفاظ والتلاوة مخلوقة، وإن من لم يكفر هؤلاء فهو مثلهم..
وأخرج من دائرة الإسلام الذين يتبنون مواقف من الصحابة كالشيعة والمعتزلة والخوارج وغيرهم الذين لا يعترفون بمعاوية ويهاجمونه ويتبنون نفس الموقف من عمر وبن العاص أو المغيرة بن شبعة أو عثمان أو أبو هريرة وغيرهم من الصحابة الذين ارتبطوا بالفتن والخلافات التي وقعت بعد وفاة الرسول (ص).
وتجاوز هذا الحد بأن حرض الحاكم عليهم وأفتاه بجواز تأديبهم وحبسهم وقتلهم.
وحدد الدين في دائرة الكتاب والسنة والسلف، أي ربط الرواية والرجال بالقرآن فكأن من نبذ الرواية والرجال نبذ القرآن وخرج من الإسلام، وهو بهذا قد أضفى القداسة على الرواية والرجال وأرهب المسلمين من المساس بهما..
وفي رسالة أخرى لابن حنبل تحت عنوان (كتاب الصلاة) أعلن ابن حنبل تكفير تارك الصلاة وعدم جواز الصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين..
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 65 66 67 ... » »»
الفهرست