مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١٩٧
خاتمة / عرضنا فيما سبق بشئ من التفصيل عدد من الفقهاء كنموذج لحالة التطرف السلفي الذي انعكس على واقع الخلف ونتج عن هذا الانعكاس صور متعددة من التطرف الحركي برزت على ساحة الواقع وأصبحت ظاهرة من ظواهر العصر..
إن معالجة هذه الظاهرة لا يتم إلا بمعرفة منابعها، ومعرفة المنابع لن تتحقق إلا بالخوض في عمق التراث، فذلك هو السبيل الوحيد للوصول إلى هذه المنابع وتجفيفها..
إن مواجهة التطرف المعاصر لن يتم ويكتب له النجاح إلا بمواجهة تطرف الماضي فإن أسلحة الحاضر هي نفس أسلحة الماضي.
ولقد اعتمد فقهاء الماضي على الرواية والفتوى..
واعتمد فقهاء الحاضر على الرواية والفتوى..
من هنا فإن المعالجة تتطلب إعادة النظر في الرواية والفتوى..
تتطلب غربلة التراث الإسلامي..
تتطلب العودة إلى القرآن وجعله الحكم والفيصل في التراث بشكل عام. وفي الرواية والفتوى بشكل خاص.
وهذه النماذج المتطرفة التي ألقينا الضوء عليها هنا إنما هي محاولة تشخيص للحالة الدينية في الماضي والحاضر..
وهي مفتاح هذه المسألة التي عكف عليها الكثير من الكتاب والمفكرين وطافوا من حولها دون أن يجدوا الحل الحاسم لها..
وسبب ذلك في نظري يعود إلى ما يلي:
أولا: قلة الخبرة والوعي لدى البعض بطبيعة التراث الإسلامي والالمام بجوانبه..
ثانيا: ارتباط البعض بمؤسسات وتوجهات تحول دون الخوض في عمق هذا التراث والتصدي لسلبياته وكشف تناقضاته..
ثالثا: اعتناق فكرة قداسة الماضي ومثاليته مما يحول دون كشف عيوبه والتجرؤ على رموزه وأسانيده..
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 193 194 195 196 197
الفهرست