مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ٥٩
ويكره ويبغض ويرضى. وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف يشاء، وقلوب الرحمن بين إصبعين من أصابع الرحمن بقلبها كيف يشاء، ويوعيها ما أراد، وخلق آدم بيده على صورته، والسماوات والأرض يوم القيامة في كفه، ويضع قدمه في النار تنزوي، ويخرج قوما من النار بيده، وينظر أهل الجنة إلى وجهه يرونه فيكرمهم، ويتجلى لهم فيعطيهم، والقرآن كلام الله، تكلم به ليس بمخلوق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول، ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقه والقرآن كلام الله فهو جهمي، ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم، ومن سب أصحاب رسول الله (ص) أو أحدا منهم، أو تنقصهم أو طعن عليهم أو عرض بعيبهم أو عاب أحدا منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف. لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا..
وخير الأمة بعد النبي (ص) أبو بكر وعمر وعثمان وعلى بعد عثمان، وهم خلفاء راشد مهديون ثم أصحاب رسول بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم. ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت عاد عليه بالعقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يرجع...
والدين إنما هو كتاب الله عز وجل وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية المعروفة يصدق بعضها بعضا، حتى ينتهى ذلك إلى رسول الله (ص) وأصحابه والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم المتمسكين بالسنة والمتعلقين بالآثار، لا يعرفون بدعة ولا يطعن فيهم بكذب، ولا يرمون بخلاف، وليسوا بأصحاب قياس ولا رأي لأن القياس في الدين باطل، والرأي كذلك أبطل منه، وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة ضلال، إلا أن يكون في ذلك أثر عمن سلف من الأئمة الثقات.
ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا: فهو قول فاسق عند الله ورسوله (ص) إنما يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة، والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف.
وهذه المذاهب والأقاويل التي وصفت مذهب أهل السنة والجماعة والآثار وأصحاب الروايات وحملة العلم الذين أدركناهم وأخذنا عنهم الحديث وتعلمنا منهم السنن وكانوا أئمة معروفين ثقات أصحاب صدق يقتدى بهم ويؤخذ عنهم ولم يكونوا أصحاب بدعة ولا خلاف ولا تخليط
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 65 ... » »»
الفهرست