دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٢٤
ويروى أن الإمام علي سئل: هل خصكم رسول الله (ص) بشئ؟ فقال:
كتاب الله وهذه الصحيفة. فقيل وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر (1)..
وفي رواية أخرى: ما عهد إلى رسول الله (ص) شيئا خاصا من دون الناس (2)..
ومثل هذه الروايات الهدف منها هو ضرب فكرة الوصية لعلي بن أبي طالب أو بصورة أخرى نفي وجود وصية للرسول (ص) خاصة بمستقبل الدعوة والإمامة من بعده..
وهذا موقف طبيعي من قوم يدعون أن الرسول مات وترك القرآن في مهب الريح معرض للضياع والنسيان. فإذا كان هذا موقفهم من كتاب الله الذي يعني وجوده وجود الدين وضياعه ضياع الدين. فكيف يمكن موقفهم فيما هو أدنى من ذلك..؟
يقول الفقهاء: قولها - أي عائشة - وما شعرت أنه مات فمتى أوصى إليه الظاهر أنهم ذكروا عندها أنه - أي الرسول - أوصى له - أي لعلي - بالخلافة في مرض موته فلذلك ساغ لها إنكار ذلك واستندت إلى ملازمتها له في مرض موته إلى أن مات في حجرها فلا يرد ما قيل إن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك ولا يقتضي أنه مات فجأة بحيث لم يتمكن من الايصاء ولا يتصور ذلك لأنه (ص) علم قرب أجله قبل المرض ثم مرض أياما فلم يوص لأحد لا في تلك الأيام ولا قبلها ولو وقع الايصاء لادعاه الموصى له ولم يدع ذلك علي لنفسه ولا بعد أن ولي الخلافة ولا ذكره أحد من الصحابة يوم السقيفة (3)..
وعن رواية ابن أوفى يقولون: السؤال وقع عما اشتهر بين الجهال من الوصية إلى أحد أو فهم السؤال عن الوصية في الأموال فلذلك ساغ نفيها لا أنه

(١) البخاري. كتاب العلم..
(2) مسلم كتاب الأضاحي ومسند أحمد ح‍ 1 / 118.
(3) مسلم هامش كتاب الوصية..
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست