دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٢١
في المنقول ولا المعقول ما ينافيه وما يترتب من ترك جمعه من ضياع بعضه ثم تابعهما زيد بن ثابت وسائر الصحابة على تصويب ذلك (1)..
ويظهر لنا من كلام ابن الباقلاني أنه يلتزم نهج التبرير لموقف أبي بكر ويحاول توفيق هذا الموقف مع النصوص القرآنية الصريحة والتي تؤكد أن أمر الجمع والبيان والترتيب هي مهمة الوحي ويقوم بتنفيذها الرسول واعترافه أن عملية جمع القرآن من قبل أبي بكر هي فرض كفاية كما أشار إلى مثل ذلك ابن حجر يعني أن هذه العملية لم تكن ضرورية وكان يمكن تركها. وفي هذا اعتراف صريح أن القرآن موجود ومجموع..
الملاحظة الرابعة: لماذا لم يقول أبو بكر وعمر بهذه المهمة..؟
هل لم يحفظا شيئا من القرآن..؟
إن المكانة التي يضع فيها الرواة والفقهاء أبو بكر وعمر كانت توجب ألا يستعينا بأحد في هذا الأمر. فهما كما تصور الروايات وزيرا الرسول وجناحاه وأقرب الناس إليه وخير صحابته. وقد كان القرآن يتنزل موافقا لرأي عمر كما تصور الروايات على ما سوف نبين فيما بعد.. فما داما في هذه المكانة فأين القرآن الذي ورثاه عن الرسول..؟
إننا في مواجهة رواية جمع القرآن بين أمرين:
إما أن نكذب الرواية وننفيها من أساسها..
وإما أن نقر ونعترف بجهل أبي بكر وعمر وعدم ارتباطهما بالقرآن وبالتالي التشكيك في قدرهما ومكانتهما من الرسول (ص)..
وتبني أي من الموقفين يضع الرواة والفقهاء في مازق حرج..
الملاحظة الخامسة: أن زيد أيضا لم يتجه إلى أي من كتاب الوحي المعروفين أثناء قيامه بعملية الجمع وهذا يشير إلى أنه وجه من قبل أبي بكر وعمر

(1) المرجع السابق ص 10..
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست