دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٢٨
ويروى عنه (ص): " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " (1)..
ويروى أن رجلا كان يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط. فتغشته سحابة. فلما أصبح أتى النبي (ص) فذكر ذلك له. فقال: " تلك السكينة " (2)..
قال ابن حجر معلقا على الرواية الأولى: قوله ما بين الدفتين أي ما في المصحف وليس المراد أنه ترك القرآن مجموعا بين الدفتين لأن ذلك يخالف ما تقدم من جمع أبي بكر ثم عثمان (3)..
والمتأمل في كلام ابن حجر هذا يرى مدى تحكم عبادة الرجال في نفوس هؤلاء فهو قد عمل على إخضاع النص الصريح لموقف أبي بكر والمفروض أن يكون العكس من ذلك أي يخضع أبو بكر للنص..
إن المسلم إذا ما خير بين نص صريح وبين موقف من مواقف الصحابة فإنه يجب أن يختار النص لأنه هو الأساس أما الموقف فهو شئ طارئ يرتبط بصاحبه..
ولقد ضرب لنا الرواة والفقهاء مثلا صارخا في عبادة الرجال بميلهم إلى موقف أبي بكر وعمر وعثمان على حساب النصوص الصريحة التي تؤكد وجود القرآن وجمعه في حياة الرسول (ص)..
وكان من نتيجة هذا الموقف أن حط من قدر الرسول ووضع القرآن في دائرة الشك..
يروى: سألنا أصحاب رسول الله (ص): كيف تحزبون القرآن. قالوا نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور إحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل من ق حتى نختم (4)..

(1) المرجع السابق..
(2) المرجع السابق..
(3) فتح الباري ح‍ 9 / 53..
(4) رواه أحمد وأبو داود. وانظر فتح الباري ح‍ 9 / 35..
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست