دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١١٣
عند هذا الحد لقلنا إن الرسول احتجزها مخافة أن يفتن بها القوم وحتى يعود إلى المدينة فينظر في أمرها. لكن كلام الفقهاء يؤكد أن الرسول أخذها لنفسه لكونها لا تناسب دحية الفقير الذي ينتمي إلى طبقة وضيعة لا تلائم طبقة صفية العالية.
الفقهاء يؤكدون أن الرسول عالج المسألة من منظور طبقي لا من منظور شرعي. فهل جاء الإسلام ليدعم الطبقية ويؤكدها أم ليقضي عليها ويفتتها..؟
إن ما تصوره الرواية هو أكثر مما وصفنا. فالرسول اشتعلت شهوته بمجرد رؤية صفية وقرر أن يواقعها في أقرب فرصة فدفعها إلى أم سليم لتجهزها له وهو في الطريق إلى المدينة وما إن جهزتها حتى دخل بها في الطريق..
هل يحتمل عقل المسلم وقلبه هذا الامتهان والتشويه لنبيه..؟
واختلف الفقهاء فيمن أعتق أمته على أن تتزوج به ويكون عتقها صداقها - كما فعل الرسول مع صفية - وقال الجمهور: لا يلزمها أن تتزوج به ولا يصح هذا الشرط (1)..
هذا ما خرج به الفقهاء من هذه الرواية عدم جواز نكاح الأمة المعتقة من سيدها بدون صداق على أساس أن عتقها هو صداقها واعتبروا ما حدث مع صفية هو حكم خاص بالرسول وحده..
ولقد أسهم الفقهاء على الدوام في نشر أحكام الإماء وتوطينها وسط المسلمين بدلا من القضاء عليها ودفنها وذلك خدمة للحكام الذين اتخذوا من حكم ملك اليمين ألعوبة في أيديهم يملكون به من النساء ما يشتهون به مما ساعد على ازدهار تجارة الرقيق التي جاء الإسلام للقضاء عليها (2)..
ويبدو أن مسلم شعر بالخلل في روايته. فجاء بالرواية من طريق آخر يحوي مخرجا للرسول (ص) من التورط في أمر صفية..
يروى: وقعت في سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله (ص) بسبعة

(1) شرح النووي..
(2) أنظر أحكام الرق في كتب الفقه والسنن. والإسلام شرع للعتق ولم يشرع للرق..
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست