دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١١٨
أبادئه بما أمرتني به فرقا منك فلما دنا منها قالت له سودة يا رسول الله أكلت مغافير. قال: " لا ". قالت: فما هذه الريح التي أجد منك. قال " سقتني حفصة شربة عسل " فقالت جرست نحلة العرفط. فلما دار إلي قلت له نحو ذلك. فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك. فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله ألا أسقيك منه. قال " لا حاجة لي فيه " تقول سودة والله لقد حرمناه. قلت لها اسكتي (1)..
وهذه الروايات وغيرها مما ذكرناه في الباب السابق حول عائشة إنما تكشف لنا أن المعارك والمؤامرات النسائية لم تكن تتوقف في بيت الرسول والسبب الغيرة التي إن دلت على شئ فإنما تدل على أن هناك ظلم من قبل الرسول تجاه نسائه وعدم قدرته على تحقيق العدل بينهن. وهي - أي الغيرة - في ذاتها تنقض فكرة الطواف على النساء فلو كان هذا الطواف متحقق وبعدل لم يكن هناك مبرر للغيرة كما تشير بذلك الرواية التي طالب فيها نسوة النبي العدل في عائشة والتي ذكرناها كاملة في الباب السابق وهي تحوي تفاصيل الصدام بين عائشة وزينب ورفض الرسول الوساطات في أمر عائشة..
ومطالبة نسوة النبي العدل في التعامل معهن ينقض فكرة الطواف أيضا إذ يؤكد أن عائشة مستأثرة بالرسول وحدها بينما بقية النسوة محرومات منه. وهذا يعني أنه ليس هناك طواف..
إن اعتراف عائشة بأن نساء النبي كن حزبين يدل على أن نساء النبي (ص) لم يكن يدا واحدة. وكما تصور الرواية والروايات الأخرى أن سبب ذلك هو الغيرة من عائشة إلا أن هذا السبب ليس كافيا لتبرير هذا الموقف الذي إن دل على شئ فإنما يدل على أن الرسول فقد زمام الضبط والربط في بيته وأن نسائه قد تفلتن منه..
وإن التبرير المقنع لهذا الانقسام هو القبلية والسياسة. فقد أشرنا سابقا إلى

(١) البخاري كتاب النكاح الباب السابق. وتأمل أن العلاقة قائمة بين الرسول وبين سودة ليس كما أشارت الروايات السابقة..
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست