دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١١٩
دور عائشة وحفصة سويا وأن لهما توجهات خاصة ترتبط بأبي بكر وعمر وأنهما اللتان نزلت فيهما آيات سورة التحريم. ومن هنا فهذه إشارة إلى أن حزبهما من السذاجة تصور أن سببه الغيرة. من جهة أخرى لو نظرنا إلى واقع الحزب الآخر الذي تتزعمه أم سلمة فسوف تتكشف حقيقة وهي أن هناك قضية هامة أدت إلى هذا الانقسام بين نساء النبي وهي قضية آل البيت واختصاصهم بمكانة متميزة وعالية في حياة الرسول واختصاصهم بدور الإمامة من بعده..
ولم يكن هذا الانقسام ينحصر في دائرة نساء النبي وحدهن إنما شمل الصحابة أيضا والمتتبع لسيرة علي وما روي في حقه يتبين له هذا الأمر بوضوح.
إن هناك من كان يبغض عليا ويقف ضده..
وهناك من يحبه ويقف معه..
وحزب أم سلمة كافي صف عليا وهو ما تؤكد سيرتها ومواقفها..
يروى أن النبي (ص) خرج إلى أحد فرجع ناس ممن كان معه. فكان أصحاب النبي (ص) فيهم فرقتين قال بعضهم نقتلهم. وقال بعضهم لا. فنزلت (فما لكم في المنافقين فئتين) (1).
وهذه الرواية التي تلقي الضوء على الذين رجعوا من الصحابة يوم أحد وتركوا الرسول تكشف لنا أن هناك حزب من الصحابة دافع عن هؤلاء المنافقين وصوت ضد قتلهم بينما كان موقف الحزب الآخر هو تأييد الحكم بقتلهم..
وما نخرج به من هذه الرواية هو أن ذلك الحزب الذي دافع عن هؤلاء المنافقين هو حزب يشك في إيمانه ومواقفه. إذ ما هي المصلحة في الدفاع عن المنافقين؟ كما أن انقسام الصحابة في مواجهة هذا الحدث يدل على أن هناك حزبان من الصحابة كل له موقفه المختلف في مواجهة شتى الأحداث التي واجهت مسيرة الإسلام في حياة الرسول..
يروى على لسان الإمام علي قوله: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي (ص) إلي أن لا يحبني إلا مؤمن. ولا يبغضني إلا منافق (2)..

(١) مسلم. كتاب صفات المنافقين وأحكامهم..
(٢) مسلم. كتاب الإيمان. باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي من الإيمان وعلاماته.
وبغضهم من علامات النفاق.. وانظر مسند أحمد والترمذي وابن ماجة..
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست