الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٦
للرفعة والمجد في الجزيرة العربية. فتلك إذن، فرصة لهم لطلب المجد وركوب صهوة الدعوة الإسلامية من أجل تحقيق هاتيك المآرب. وإذا كان بنو عامر بن صعصعة ممن قد عبر عنها بتلقائية وأسلوب صريح. فإن هناك من هم أقل شأنا منهم، وأكثر مكرا ليندسوا في الحركة النبوية لينتظروا ما وعدهم به الرسول الأعظم (ص) من فتح قصور كسرى وقيصر.
لقد حارب أبو سفيان رسولي الله (ص) ردحا طويلا من الزمن وكان الكثير من العرب يفضلون انتشار الرسول (ص) ليس انتصارا للحق الذي جاء به. وإنما انتصارا لقضيتهم.
فمحمد (ص) أولى لهم من أبي سفيان الذي أذلهم ولهذا لم يكن في المصلحة القبلية أبو بكر ولا عمر. أن ينتصر أبو سفيان الذي ينتمي إلى " قصي " سادة قريش، وهما من تيم بن مرة، وعدي وهما أذل حي في قريش.
وهناك حادثة ينقلها بن هشام في السيرة تعكس ذلك الوجه من الحقيقة.. فقد ذكر أن العباس ركب. بغلة النبي ليلة فتح مكة.. وخرج يبحث عن رسول يوفده إلى قريش فيخبرهم بقدوم النبي (ص) ليأتوا إليه فيستأمنوه. فرأى أبا سفيان فقال له: والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك. ثم أردفه وأخذه ليستأمن له من النبي (ص) وكلما مر على نار من نيران المسلمين قالوا عم رسول الله (ص) على بغلته حتى مر عمر بن الخطاب. فلما رأى أبا سفيان على عجر الدابة، قال: أبو سفيان!
عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد نحو رسول الله (ص) فركض العباس بالبغلة وسبقته، قال العباس: فاقتحمت عن البغلة، فدخلت على رسول الله (ص) فركض العباس بالبغلة وسبقه، قال العباس: فاقتحمت عن البغلة، فدخلت على رسول الله (ص) ودخل عليه عمر، فقال: يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بلا عقد ولا عهد. فدعني فلأضرب عنقه، قال: فقلت: يا رسول الله إني قد أجرته، ثم جلست إلى رسول الله، فأخذت برأسه فقلت: والله لا يناجيه الليلة دوني رجل. فلما أكثر عمر بن الخطاب في شأنه، قلت: مهلا يا عمر فوالله إن لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا، ولكنك عرفت إنه من رجال بني عبد مناف ".
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235