الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٩
القبلي المتدني لتيار الاغتصاب، وكيف كان موقف الرافضين له. ومما يؤكد على عدم التفاني العقيدي لهذا التيار إنه كان جد حذر من الهزيمة، ومستعد لكل الطوارئ في مختلف المعارك الكبرى للإسلام. فكتب التاريخ والسيرة تعطينا فكرة عن موقف أبي بكر في غزوة بدر.
ففي الوقت الذي تقدم فيه كل من علي (ع) وحمزة وعبيدة بن الحرث، يبارزون صناديد الكفر، كان أبو بكر خلفهم قرب الرسول (ص) في العريش الذي أقيم له، يتفرج عليهم.
ويا لها من فرجة! وكان أبو بكر وحده مع الرسول (ص) بالعريش! (41).
أما في غزوة أحد، فإن الأمر أشد وأنكر. فلقد انهزم الكثير من المسلمين.
وكان أبو بكر وعمر وعثمان ممن فر في هذه الغزوة. ذكر السدي: لما أصيب النبي (ص) بأحد قال عثمان: لألحقن بالشام، فإن لي به صديقا من اليهود، فلآخذن منه أمانا، فإني أخاف أن يدال علينا اليهود، وقال طلحة بن عبيد الله: لأخرجن إلى الشام، فإن لي به صديقا من النصارى، فلآخذن منه أمانا، فإني أخاف أن يدال علينا النصارى.
وذكر السدي: " فأراد أحدهما أن يتهود، والآخر أن يتنصر. قال: فأقبل طلحة إلى النبي (ص) وعنده علي، فاستأذنه طلحة في المسير إلى الشام، وقال:
إن لي بها مالا آخذه ثم انصرف، فقال النبي (ص): عن مثلها من حال، تخذلنا وتخرج وتدعنا، فأكثر على النبي (ص) من الاستئذان، فغضب علي وقال:
يا رسول الله، إئذن لابن الحضرمية، فوالله لأعز من نصره، ولأذل من خذله، فكف طلحة عن الاستئذان عند ذلك، فأنزل الله تعالى فيهم: " ويقول الذين آمنوا: أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم، حبطت أعمالهم " (42) يعني أولئك يقول: إنه يحلف لكم إنه مؤمن معكم فقد حبط عمله بما دخل فيه

(٤١) تاريخ ابن خلدون ج ٢ ص ٤١٦.
(42) المائدة / 53.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235