الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٩٣
[الصلح بين اليهود والغرباء وبينهم وبين الله] 11 فاذكروا أنكم بالأمس، أنتم الوثنيين بالجسد، أنتم الذين كان أهل الختان يسمونهم أهل القلف، لأن جسدهم ختن بفعل الأيدي، 12 أذكروا أنكم كنتم حينئذ من دون المسيح (8) مفصولين من رعية إسرائيل، غرباء عن عهود الموعد، ليس لكم رجاء ولا إله في هذا العالم (9). 13 أما الآن ففي المسيح يسوع، أنتم الذين كانوا بالأمس أباعد، قد جعلتم أقارب بدم المسيح (10).
14 فإنه سلامنا، فقد جعل من الجماعتين جماعة واحدة (11) وهدم في جسده الحاجز الذي يفصل بينهما، أي العداوة (12)، 15 وألغى شريعة الوصايا وما فيها من أحكام (13) ليخلق في شخصه من هاتين الجماعتين (14)، بعد ما أحل السلام بينهما، انسانا جديدا واحدا (15) 16 ويصلح بينهما وبين الله فجعلهما جسدا واحدا (16) بالصليب وبه (17) قضى على العداوة. 17 جاء وبشركم بالسلام أنتم الذين كنتم أباعد، وبشر بالسلام الذين كانوا أقارب (18)، 18 لأن لنا به جميعا سبيلا إلى الآب في روح واحد (19).

(٧) كما أن الخلاص يعود إلى نعمة الله المطلقة، كذلك تعود إليها الحياة الجديدة الناتجة عنه والأعمال المعبرة عنه. فعلى المسيحي أن يميز ويحقق ما " أعده " الله. تلخص الآيات ٨ - ١٠ ببضع جمل بليغة التعليم في نعمة الله، وقد عرض في غل وروم. لكن موضوع التبرير، الذي يشكل في هاتين الرسالتين جوهر فكر بولس، لم يعد له من مكانة في هذه الرسالة.
(٨) إن الموعد الذي وعد به إبراهيم (تك ١٨ / ١٨)، والذي يستند إليه رجاء إسرائيل، أثبت في عهود متعاقبة.
(٩) كان الوثنيون " بلا إله "، لأنهم، بالرغم من جميع آلهتهم، لا يعرفون الإله الحي الحق (١ تس ١ / ٩).
وسيبدو المسيحيون بعدهم " بلا إله "، في نظر الوثنيين، لأنه لا معابد لهم ولا أوثان.
(١٠) مطلع الاستشهاد ب‍ اش ٥٧ / ١٩ (راجع الآية ١٧).
(١١) الترجمة اللفظية: " فقد جعل من الشيئين شيئا واحدا ".
(١٢) قيل إن هذا الحاجز: ١) هو الشريعة المشار إليها في الآية ١٥ والتي كانت بأحكامها الطقسية تفصل بين الأطهار والأنجاس. قد يكون ما أوحى بمجاز الحاجز هو الفاصل الذي كان يحرم على الوثنيين دخول هيكل أورشليم، ٢) هو الحاجز السماوي الذي كان يفصل فصلا تاما بين العالم الأرضي والعالم السماوي، بحسب بعض النظريات الباطنية. السلام هو كمال الخلاص المشيحي (راجع اش ٩ / ٥ و ٦ ومي ٥ / ٤)، وهو يتحقق في الكنيسة، كما أن السلام الذي يعمر قلوب المؤمنين له تأثير شمولي.
(١٣) كانت الشريعة وأحكامها الطقسية تعزل إسرائيل في انفرادية لا تساهل فيها. وهي تعد هنا مصدر عداوة متبادلة.
(١٤) الترجمة اللفظية: " من الاثنين ".
(١٥) عن " الإنسان الجديد "، راجع قول ٣ / ١٠ +.
هذه الرسالة تطابق بين هذا الإنسان الجديد وجسد المسيح:
فيه يجتمع اليهود والوثنيون، بلا تفرقة، ليحيوا معا حياة جديدة واحدة.
(١٦) جسد المصلوب، بحسب بعض المفسرين، أو الكنيسة، بحسب البعض الآخر. ولا تضاد بين هذين التفسيرين.
(١٧) " به ": أي بالصليب أو بالمسيح.
(١٨) اش ٥٧ / ١٩: يطلق هذا النص على كرازة الرسل، وهي لا تنفصل عن كرازة يسوع نفسه (راجع الآيتين ١٣ و ١٤). هذا الاستشهاد الصريح بأشعيا يحيل في الواقع إلى مجمل الفصلين ٥٦ و ٥٧. فيهما إعلان لليوم الذي يأتي فيه الغرباء وينضمون إلى إسرائيل لخدمة الرب في الهيكل حيث سيدخلون كما يدخله اليهود.
(١٩) إن المصالحة تفتح للمؤمنين " سبيلا إلى الآب " وبذلك توحد بينهم. في الرسالة إلى أهل رومة، هذا السبيل إلى الآب هو النتيجة الحاسمة للتبرير (روم 5 / 2). سيرد هذا الموضوع مرة أخرى في أف 3 / 12 +).
(٥٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة