الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٩١
بكل ما فيها من حكمة وبصيرة 9 فاطلعنا على سر مشيئته (7) أي ذلك التدبير الذي ارتضى أن يعده في نفسه منذ القدم 10 ليسير بالأزمنة إلى تمامها (8) فيجمع تحت رأس واحد (9) هو المسيح كل شئ ما في السماوات وما في الأرض.
11 وفيه أيضا جعلنا ورثة (10) وقد كتب لنا بتدبير ذاك الذي يفعل كل شئ كما تريده مشيئته 12 أن نكون من سبق أن جعلوا رجاءهم في المسيح للتسبيح بمجده 13 وفيه أنتم أيضا سمعتم كلمة الحق أي بشارة خلاصكم وفيه آمنتم فختمتم (11) بالروح الموعود، الروح القدس 14 وهو عربون ميراثنا إلى أن يتم فداء خاصته للتسبيح بمجده.
[انتصار المسيح وسموه] 15 لذلك، فإني أنا أيضا، مذ سمعت بإيمانكم في الرب يسوع وبمحبتكم لجميع القديسين، 16 لا أكف عن شكر الله في أمركم، ذاكرا إياكم في صلواتي 17 لكي يهب لكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح حكمة يكشف لكم عنه تعالى لتعرفوه حق المعرفة، 18 وأن ينير بصائر قلوبكم (12) لتدركوا ما هو الرجاء (13) الذي تنطوي عليه دعوته وما هي سعة المجد في ميراثه بين القديسين (14) 19 وما هي عظمة قوته الفائقة

(٧) راجع أف ٣ / ٣ +.
(٨) الترجمة اللفظية: " من أجل تدبير ملء الأزمنة ".
فهمت هذه العبارة على وجهين: ١) بمعنى غل ٤ / ٤، " لما تم الزمان، أرسل الله ابنه "، وفي هذه الحال، يقصد التجسد الآتي في نهاية العهد القديم. ٢) بمعنى خاص بهذه الرسالة: يدل " ملء الزمان " على زمن الكنيسة الذي افتتح بقيامة المسيح، ويدل " التدبير " على الطريقة التي يوجه الله بها التاريخ إلى تمامه.
(9) " يجمع تحت رأس واحد ": إن الفعل اليوناني المركب يتضمن فكرتين توضحهما الترجمة: فكرة التلخيص والجمع، وفكرة الوضع تحت الرئاسة. كان لهذه الآية دور كبير جدا في علم اللاهوت المسيحي منذ إيريناوس.
(10) الترجمة اللفظية: " وفيه عينا بالقرعة ". في ضوء العهد القديم، يمكن فهم هذه العبارة على وجهين: أما:
" وفيه نلنا نصيبنا "، وأما: " وفيه جعلنا نصيبه ". في الترجمة الأولى، ترتبط الفكرة بمفهوم أرض الميعاد التي أعطاها الله لإسرائيل لتكون نصيب ميراث للشعب المختار (تث 3 / 18). تنقل هذه الفكرة إلى العهد الجديد حيث أرض الميعاد تصبح السماء (راجع الميراث السماوي). وهذه الفكرة مألوفة عند بولس (روم 8 / 17 وغل 3 / 29 و 4 / 7).
وستوضح في الآية 14 (" عربون الميراث ") وفي الآية 18. أما الترجمة الثانية فإنها تستند إلى أن إسرائيل نفسه كان يعد النصيب الذي حصل الله عليه ليكون ملكه الخاص و " ميراثه " (خر 34 / 9). راجع الآية 14 +.
(11) يستعمل مجاز " الختم " في الكلام على " الروح " (الآية 13)، ويربط، كما في 2 قور 1 / 22، بينها وبين " العربون " (2 قور 5 / 5).
(12) عبارة كتابية: راجع مز 13 / 4 و 19 / 9.
(13) عن معنى هذا " الرجاء "، راجع قول 1 / 5 +.
(14) " القديسين ": تدل هذه الكلمة على أعضاء شعب الله، على المعمدين (راجع 1 / 1). ولقد قال بعضهم بأن هذه الكلمة تشير إلى المسيحيين اليهود، علما بأنهم يمثلون بقية إسرائيل المقدسة يضاف إليها المسيحيون الوثنيون (راجع أف 1 / 12 +، وروم 15 / 25 +). سيعمم لفظ " القديسين " فيدل على المسيحيين في أف وقول ويحل محل " الإخوة ".
(٥٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة