الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٩٥
وهبتها لي عزته القديرة. 8 أنا أصغر صغار القديسين جميعا أعطيت هذه النعمة وهي أن أبشر الوثنيين بما في المسيح من غنى لا يسبر غوره (6) 9 وأبين كيف حقق ذلك السر الذي ظل مكتوما طوال الدهور في الله خالق جميع الأشياء، 10 فاطلع أصحاب الرئاسة والسلطان في السماوات، عن يد الكنيسة، على حكمة الله الكثيرة الوجوه (7)، 11 وفقا لتدبيره الأزلي، ذلك الذي حققه (8) بالمسيح يسوع ربنا. 12 وبه نجرؤ، إذا آمنا به، على التقرب (9) إلى الله مطمئنين. 13 فأسألكم ألا تفتر همتكم من المحن التي أعانيها من أجلكم، فإنها مجد لكم.
[صلاة بولس] 14 لهذا أجثو على ركبتي للآب، 15 فمنه تستمد كل أسرة اسمها (10) في السماء والأرض، 16 وأسأله أن يهب لكم، على مقدار سعة مجده، أن تشتدوا بروحه، ليقوى فيكم الإنسان الباطن (11)، 17 وأن يقيم المسيح في قلوبكم بالإيمان، حتى إذا ما تأصلتم في المحبة وأسستم عليها، 18 أمكنكم أن تدركوا

(٥) " الرسل والأنبياء القديسين ": راجع ٢ / ٢٠، بهذا المعنى الدقيق تفسر الرسالة إلى أهل أفسس ذلك النص الموازي الوارد في قول ١ / ٢٦ + حيث يوهب الوحي لجميع القديسين.
(٦) ستتطرق الرسالة على التوالي إلى " ما في المسيح من غنى لا يسبر غوره " (٣ / ٨)، وإلى حكمة الله الكثيرة الوجوه (٣ / ١٠) وأخيرا إلى " الأبعاد الأربعة " (٣ / ١٨). وهذه المواضيع هي حكمية (راجع سي ١ / ٣).
(٧) إن السلطات المسؤولة عن الشريعة اليهودية وعن العالم المتدين السابق للمسيحية (راجع قول ١ / ١٦ +) قد جهلت مسار التدبير الخلاصي (١ قور ٢ / ٨). أما الكنيسة، وهي تجمع اليهود والوثنيين، فإنها تشكل التجلي الأخير للتدبير الإلهي ويمكن القول إنها تجسد الحكمة. فإذا ما نظرت هذه السلطات إليها، أدركت أن البشرية الجديدة تصل مباشرة إلى الله في المسيح (راجع الآيتين ١٠ و ١١) وأن دورها المؤقت والغامض قد انتهى.
(٨) أو " عزم عليه ".
(٩) الترجمة اللفظية: " الجرأة والتقرب ": لفظان هامان يربط بولس بينهما. اللفظ الأول يوحي بحالة من يقدر على قول كل شئ. فتارة يشدد فيه على الصراحة وتارة على الشجاعة وتارة على الحرية وتارة على علانية التصريح أو الموقف (راجع أف ٣ / ١٢ و ٦ / ٢٠ وقول ٢ / ١٥ وراجع يو ١٦ / ٢٥ و ٢٩ ورسل ٤ / ٣١ و ٢ قور ٣ / ١٢). أما اللفظ الثاني، وهو المستعمل في المفردات الطقسية أو في البلاطات الملكية، فإنه يتضمن إمكانية التقرب إلى الله أو إلى الملك (راجع ٢ / ١٨ وروم ٥ / ٢. وراجع أيضا ١ بط ٣ / ١٨ وعب ٤ / ١٦ و ١٠ / ١٩).
(١٠) إن الآب، الذي تجلى في يسوع المسيح، هو مصدر كل مجموعة بشرية أو ملائكية. تبتدئ هذه الصلاة وتتوقف في ٣ / ٢، وهي استئناف للصلاة الواردة في ١ / ١٦ - ٢٣. فهي تحول قسم الرسالة الأولى إلى مجدلة.
(11) تدل هذه العبارة على الصفة العقلانية من الإنسان (راجع روم 7 / 22 +)، خلافا ل‍ " الإنسان الظاهر " الذي يشير إلى جسمه الفاني (2 قور 4 / 16). هذا الموضوع مقتبس من الفلسفة اليونانية الشعبية، وهو غير التعارض بين " الإنسان القديم " و " الإنسان الجديد " العائد إلى وجهة نظر يهودية. ومع ذلك، قد يختلط " الإنسان الباطن " ب‍ " الإنسان الجديد "، كما الأمر هو في 2 قور 4 / 16 وهنا في 3 / 16. غير أن عبارة " الإنسان الباطن " متأثرة بمعناها الانتروبولوجي، وهي قريبة جدا من كلمة " قلب " في الآية 17.
(٥٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 590 591 592 593 594 595 596 597 598 599 600 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة